“صرخة الرقمية: دعوة عاجلة إلى رئيس الجمهورية لإطلاق أكبر مشروع تحديث في تاريخ الإدارة التونسية”

جيلاني فيتوري

في خطوة وطنية تعبّر عن عمق المسؤولية وشدة الوعي بحجم التحديات التي تواجه الإدارة التونسية، وجّهت الجامعة التونسية للحرفيين والمؤسسات الصغرى والمتوسطة بيانًا رسميًا إلى سيادة رئيس الجمهورية، دعت فيه إلى إطلاق برنامج وطني موحّد للرقمنة يكون بإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية، وبقيادة الكفاءات التونسية وبالشراكة مع القطب التكنولوجي بالغزالة.

الجامعة أكدت في بيانها أن الرقمنة لم تعد رفاهًا إداريًا، بل تحوّلت إلى ضرورة وطنية لضمان استمرارية الدولة وتحسين مردودية مؤسساتها. فبينما يتقدّم العالم بسرعة نحو نماذج إدارة رقمية متكاملة، لا تزال الإدارة التونسية تعمل بأنظمة مشتتة وغير موحّدة، وهو ما ينعكس سلبًا على جودة الخدمات الإدارية وعلى علاقة المواطن والمؤسسة الاقتصادية بالإدارة.

كفاءات تونسية مستعدة لرفع التحدي

وشدّد البيان على أنّ تونس تزخر بخبرات هندسية وتقنية عالية، داخل البلاد وخارجها، أثبتت قدراتها في مجالات دقيقة مثل هندسة الأنظمة الرقمية، الأمن السيبرني، الذكاء الاصطناعي، الحلول السحابية، ومعالجة البيانات الضخمة. وهي قدرات كفيلة بتحويل الإدارة التونسية إلى نموذج إقليمي في الحوكمة الرقمية.

الغزالة… القطب القادر على قيادة التحول

واعتبرت الجامعة أنّ القطب التكنولوجي بالغزالة يمثّل أحد أهم الفضاءات الوطنية المؤهلة لقيادة مشروع الرقمنة الشاملة، نظراً لما يحتويه من منظومات بحث وتطوير، ومؤسسات ناشطة في تقنيات GovTech، وقدرات فعلية على إنجاز مشاريع رقمية حساسة وفق معايير دولية.

نداء مباشر إلى رئيس الجمهورية

وجاء في نص البيان مطالبة واضحة بـ التدخل الرئاسي لإطلاق مشروع رقمنة وطني موحّد، يضمن:

توحيد الأنظمة المعلوماتية بين الوزارات

إزالة العراقيل البيروقراطية التي عطّلت مشاريع سابقة

تأمين المعطيات الوطنية الحساسة

تحديد آجال تنفيذ واضحة وملزمة

حوكمة تقنية موحّدة تحت إشراف الدولة

الجامعة شددت على أن تنفيذ هذا المشروع سيُمكّن من رقمنة نسبة هامة من الخدمات الإدارية في وقت وجيز، وتقليص آجال المعاملات، والحد من الفساد، وتحسين مناخ الاستثمار، فضلًا عن تخفيف الأعباء على المؤسسات الصغرى والمتوسطة، وإعادة الاعتبار لنجاعة الدولة.

ثقة واستعداد كامل

وفي ختام البيان، جدّدت الجامعة ثقتها في القيادة الوطنية وقدرتها على اتخاذ القرارات الجريئة التي تدفع بتونس نحو مستقبل رقمي متكامل، معلنة استعدادها التام لوضع كل كفاءاتها وتقنياتها وشراكاتها على ذمة الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى