
انتظم يوم الجمعة 19 ديسمبر، بقاعة مسرح الجهات بمدينة الثقافة، عرضٌ خاص لفيلم “الروندة 13” للمخرج محمد علي النهدي، وذلك ضمن فعاليات أيّام قرطاج السينمائية الدورة 36.
ويُصنَّف فيلم “الروندة 13” ضمن الأعمال الدرامية، حيث يروي قصة “كمال”، بطل الملاكمة الإفريقي السابق، الذي يعتزل الحلبة ويتفرغ لحياته العائلية رفقة زوجته “سامية” وابنه الصغير”صبري”. غير أنّ مسار الحياة الهادئ سرعان ما ينقلب رأسًا على عقب، إثر إصابة الابن بمرض السرطان، لتبدأ رحلة علاج شاقة تراوح بين الصمود و الاستسلام لتختبر مدى الصبر و القوة .
و يطرح الفيلم بجرأة حجم المعاناة الإنسانية داخل المستشفيات مسلطا الضوء على غلاء المستلزمات الطبية و فقدان الادوية
ومن الناحية الإخراجية، قدّم محمد علي النهدي عملًا متماسكًا، اتّسم بحسّ بصري لافت وقدرة واضحة على إدارة الإيقاع الدرامي، مما ساهم في تعزيز الأثر العاطفي للفيلم.
وشارك في بطولة “الروندة 13” ثلّة من كبار الممثلين، من بينهم سلوى محمد، عفاف بن محمود وحلمي الدريدي، إلى جانب مشاركة خاصة للممثل الأمين النهدي، الذين قدّموا أداءً مميزًا خدم عمق الشخصيات وصدقية الأحداث.
ويُذكر أنّ الفيلم حظي بتتويج دولي، حيث نال جائزة كريستال سيمرغ لأفضل فيلم ضمن مسابقة “الإطار المستقبلي” في الدورة 43 لمهرجان فجر السينمائي الدولي بإيران، وهو تتويج يعكس القيمة الفنية والإنسانية للعمل.
كما فازت الممثلة التونسية عفاف بن محمود بجائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم، وذلك خلال حفل اختتام الدورة 46من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، حيث شارك الفيلم ضمن قسم “آفاق عربية”.
ويواصل المخرج محمد علي النهدي من خلال فيلم “الروندة 13” ترسيخ مسيرته السينمائية بخيارات فنيةة واضحة وانحياز إنساني ثابت، حيث يراكم أعمالًا تلامس الواقع الاجتماعي وقضايا الإنسان بعمق وحساسية. ورغم ما حقّقه الفيلم من تتويجات وجوائز دولية، فقد عُرض خارج المسابقة الرسمية لأيّام قرطاج السينمائية، وهو ما يطرح علامة استفهام حول معايير الانتقاء داخل هذا المهرجان، خاصة أمام عمل حظي بإشادة دولية ونجاح فني لافت.
ولاء العيفي



