🔵 المائدة المستديرة الثالثة لشراكة الكفاءات تونس – الاتحاد الأوروبي: نحو شراكة تنموية متوازنة ومستدامة

✍️ بقلم: يسري تليلي

في خطوة جديدة نحو تكريس شراكة متكاملة بين تونس والاتحاد الأوروبي، التأمت بالعاصمة تونس فعاليات المائدة المستديرة الثالثة لشراكة الكفاءات، وذلك بحضور ممثلين رفيعي المستوى عن الجانبين، إلى جانب نخبة من الخبراء والفاعلين في مجالات التكوين، التشغيل والتنقل القانوني.

🔹 هذا اللقاء الذي تميز بروح الحوار البنّاء، لم يكن مناسبة لتبادل الآراء فحسب، بل شهد الإطلاق الرسمي لخارطة الطريق المشتركة بين تونس والاتحاد الأوروبي، ما يمثل تتويجًا لمسار من العمل المشترك، ويمهّد لمرحلة جديدة من التعاون العملي والموجه نحو النتائج.

شراكة تقوم على الكفاءة، وتخدم التنمية

المائدة المستديرة أبرزت الحاجة الملحة إلى توظيف الكفاءات التونسية في إطار رؤية شاملة للتنمية البشرية والاقتصادية المشتركة، ترتكز على العدالة والتوازن بين مصالح الطرفين. وفي هذا السياق، تم استعراض جملة من المشاريع والبرامج التي يجري تنفيذها أو التخطيط لها، خاصة في قطاعات واعدة مثل:

  • البنية التحتية
  • الإلكترونيك والميكاترونيك
  • الفلاحة الذكية
  • السياحة المستدامة
  • اللوجستيك
  • الخدمات الرقمية

وتخللت الجلسات عروضٌ لتجارب رائدة، وأدوات رقمية مبتكرة تهدف إلى متابعة سوق الشغل بصفة دقيقة، وتيسير الاعتراف بالمؤهلات والشهادات بين الضفتين، وهو ما من شأنه أن يعزز فرص النجاح للهجرة الدائرية والتنقل المنظم للكفاءات.

من التعاون النظري إلى الشراكة التطبيقية

من بين النقاط المحورية التي حظيت بنقاش معمق، نذكر التأكيد على دور برامج مثل Erasmus+، التي فتحت أبواب التكوين والتبادل أمام آلاف الطلبة والباحثين التونسيين، وأهمية المبادرات الثنائية بين تونس ودول الاتحاد الأوروبي، خاصة في مجالات التكوين المهني والتشغيل المهيكل.

ولم يغفل المشاركون التأكيد على أن شراكة الكفاءات ليست مجرّد إطار للتعاون الإداري أو التقني، بل هي رافعة استراتيجية لتعزيز الاستثمار في الموارد البشرية التونسية، والانتقال إلى نموذج جديد من التنمية المشتركة، الذي يضع الإنسان في صلب الأولويات.

نحو خارطة طريق واضحة

الإعلان عن خارطة الطريق المشتركة يأتي كتتويج لمسار من العمل الثنائي، ويمثل التزامًا سياسيًا وتقنيًا بدفع هذه الشراكة نحو الأمام. خارطة تضع أهدافًا واضحة، آجالاً محددة، وأدوات متابعة وتقييم، ما يرسّخ الثقة ويعطي للمشروع بعدًا استراتيجيًا طويل المدى.

الكلمة الأخيرة

ما ميّز هذه الدورة الثالثة هو الانفتاح، الشفافية، والتركيز على النتائج، وهو ما يجعل من هذه المائدة المستديرة أكثر من مجرد لقاء، بل محطة فارقة في مسار التعاون التونسي الأوروبي. وبقدر ما تعكس هذه المبادرة إرادة مشتركة، فإنها تحمل آمالًا كبيرة لفئة واسعة من الشباب التونسي الباحث عن الفرصة، والأفق، والمستقبل الأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى