
يؤدي وزير النقل التونسي، رشيد عامري، زيارة عمل إلى العاصمة الصينية بيكين، في إطار تعزيز التعاون الثنائي بين تونس والصين في مجال النقل واللوجستيات، والاطلاع على أحدث التجارب الصينية في تطوير البنية التحتية والمواصلات. وتندرج هذه الزيارة ضمن استراتيجية الدولة التونسية الرامية إلى تحديث منظومة النقل بمختلف أنماطه، وخاصة في ما يتعلق بتجديد أسطول الحافلات والقطارات وعربات المترو، وذلك عبر الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة والخبرات العالمية في هذا المج
اجتماعات رسمية وزيارات ميدانية
خلال زيارته، عقد وزير النقل سلسلة من الاجتماعات المهمة مع مسؤولين بارزين في عدد من المؤسسات الحكومية والشركات الكبرى الرائدة في صناعة النقل. ورافقه في هذه الاجتماعات سفير الجمهورية التونسية في بيكين، عادل العربي، مما يعكس أهمية هذه الزيارة في تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.
من أبرز المحطات التي شملتها الزيارة:
- لقاء مع ديوان الطيران المدني الصيني وإدارة مطارات بيكين: تم خلال هذا الاجتماع التباحث حول سبل تحسين إدارة المطارات وتسهيل تنقل المسافرين، من خلال اعتماد التقنيات الحديثة والتجهيزات المتطورة.
- زيارة ميدانية لمطار بيكين الدولي: حيث اطلع الوفد التونسي على أساليب إدارة المطار، خاصة فيما يتعلق بأنظمة السلامة والأمن، والتقنيات الرقمية المستخدمة لتسهيل عمليات تسجيل المسافرين وتوجيههم.
- اجتماعات مع شركات تصنيع القطارات وعربات المترو: تم التطرق إلى أحدث الابتكارات في تصنيع وسائل النقل العمومية، وإمكانية الاستفادة من هذه التقنيات في تحديث أسطول النقل الحضري في تونس.
- التحكم عن بعد في تنظيم النقل العمومي والموانئ: زار الوزير مراكز مراقبة وتحكم عن بعد في أنظمة النقل الذكي، التي تعتمدها الصين في إدارة وسائل المواصلات داخل المدن الكبرى، بهدف تحسين الكفاءة وتقليل الازدحام المروري.
تشجيع الاستثمارات الصينية في تونس
إلى جانب تبادل الخبرات والتقنيات، شكلت هذه الزيارة فرصة هامة لدعوة الشركات الصينية إلى الاستثمار في تونس، خصوصًا في مشاريع البنية التحتية والنقل العمومي. وأكد الوزير عامري خلال اجتماعاته على أن تونس توفر بيئة استثمارية جاذبة، مدعومة بإطار قانوني مشجع، مما يجعلها شريكًا استراتيجيًا للصين في المنطقة.
وقد أبدى عدد من المسؤولين الصينيين اهتمامًا بالتعاون مع تونس في مشاريع تطوير السكك الحديدية، وتجديد أسطول الحافلات، وإمكانية إدخال تقنيات جديدة للتحكم الذكي في حركة النقل، مما سيساهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين التونسيين.
نحو شراكة استراتيجية طويلة المدى
تأتي هذه الزيارة في إطار توجه تونس نحو تعزيز علاقاتها مع الصين في مختلف المجالات، وخاصة في ظل ما توفره التكنولوجيا الصينية من حلول مبتكرة يمكن أن تساعد في تطوير منظومة النقل التونسية. ومن المتوقع أن تثمر هذه الزيارة عن توقيع اتفاقيات تعاون مستقبلية، تهدف إلى نقل الخبرات الصينية إلى تونس وتسهيل تنفيذ المشاريع المدرجة ضمن استراتيجية الدولة في تحديث قطاع النقل.
بهذه الخطوة، تعكس تونس رغبتها في تبني نماذج ناجحة عالميًا لتحسين البنية التحتية للنقل، مما سيمكنها من تحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع الحيوي، وتعزيز دورها كمحور لوجستي في المنطقة.
هذا المقال يوفر تغطية شاملة لزيارة وزير النقل إلى الصين، مع التركيز على اللقاءات المهمة، وأهداف التعاون المشترك، والآفاق المستقبلية. هل ترغب في إضافة أي تفاصيل أخرى؟