
بقلم: يسري تليلي
افتتاح
في خطوة رائدة نحو تعزيز الأمن الصحي والبيئي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، احتضنت الأكاديمية الدبلوماسية بالعاصمة تونس، يوم السبت 14 جوان 2025، فعاليات المؤتمر الإقليمي “صحة واحدة – مستقبل آمن”، بمشاركة وزراء الصحة والفلاحة والبيئة من 18 دولة، إلى جانب ممثلين عن منظمات دولية كبرى من بينها منظمة الصحة العالمية (WHO)، منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، المنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP).

سياق
المؤتمر جاء في لحظة دقيقة تتقاطع فيها الأزمات الصحية، البيئية والغذائية. في كلمته الافتتاحية، شدد وزير الصحة التونسي الدكتور مصطفى الفرجاني على ضرورة التنسيق العابر للقطاعات لمجابهة التحديات الكبرى مثل الأوبئة، مقاومة المضادات الحيوية، والتغيرات المناخية، قائلاً: “لا يمكن لأي وزارة أن تواجه وحدها هذه التحديات.”
من جانبه، حذّر وزير الفلاحة السيد عز الدين بن شيخ من التأثير العميق للأمراض الحيوانية المنشأ على صحة الإنسان والأمن الغذائي، مشددًا على ضرورة تفعيل التعاون الثلاثي بين الصحة، الفلاحة والبيئة.
أما وزير البيئة السيد حبيب عبيد، فقد أكد أن “الحق في بيئة سليمة هو أولوية دستورية”، داعيًا إلى التوازن بين صحة الإنسان والطبيعة عبر رؤية موحّدة وسياسات مندمجة.

آفاق
يُعقد المؤتمر على مدى يومين بهدف وضع أسس تطبيق فعلي لمقاربة “One Health – صحة واحدة”، من خلال تنسيق السياسات العمومية، تبادل المعطيات بين الدول، وإنجاز مشاريع وقائية إقليمية مشتركة.
وينتظر أن يُتوج المؤتمر بـ”إعلان تونس”، كإطار إقليمي ملزم للتعاون المستدام من أجل مجابهة المخاطر الصحية والبيئية المستقبلية.
تونس، بهذا الحدث، تؤكد مجددًا ريادتها في دعم الشراكات متعددة الأطراف، وتُرسل رسالة واضحة: لا صحة آمنة دون بيئة متوازنة، ولا مستقبل مستدام دون عمل مشترك وشامل.