تونس وإيطاليا: نحو دبلوماسية اقتصادية جديدة تخدم قضايا الهجرة والتكوين المهني

بقلم: يسري تليلي

في إطار تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية والحرص المتواصل على تحسين أوضاع الجالية التونسية بالخارج، شارك السيد محمد علي محجوب، قنصل الجمهورية التونسية بمدينة بلارمو الإيطالية، يوم 21 جوان 2025، في حلقة نقاش نوعية نظّمتها الكونفدرالية الإيطالية للحرف (CNA) فرع بلارمو، تمحورت حول واقع وآفاق التعاون مع البلدان الإفريقية.

اللقاء، الذي جمع مسؤولين محلّيين وجهويين وعددًا من القناصل الشرفيين للبلدان الإفريقية المعتمدين بمدينة بلارمو، مثّل فرصة حقيقية لتبادل الرؤى وتعميق الحوار حول سبل الاندماج الاقتصادي وتعزيز الشراكة بين ضفّتي المتوسط.

وقد أشار رئيس البعثة التونسية في مداخلته إلى الأهمية القصوى التي توليها تونس لتطوير علاقاتها الاقتصادية مع الشركاء الإيطاليين، داعيًا إلى ضرورة انتهاج مقاربة شاملة لقضايا الهجرة، توازن بين البعد الإنساني والبعد التنموي. وشدّد على ضرورة بعث مشاريع تنموية في تونس، وتوسيع برامج التكوين المهني، بالإضافة إلى دعم تشغيل اليد العاملة التونسية في السوق الإيطالية من خلال تنظيم تدفّقات الهجرة النظامية.

القنصل محجوب أكد في ذات السياق، استعداد البعثة التونسية ببلارمو لتعزيز أواصر التعاون مع الكونفدرالية الإيطالية للحرف (CNA)، معربًا عن أمله في بناء شراكة جدية ومستدامة، خاصة في مجال التكوين المهني الذي يمثّل ركيزة أساسية في استراتيجية تونس لمجابهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية، لا سيّما في علاقة بشبابها.

وتأتي هذه المبادرة في وقت تتعاظم فيه التحديات التي تواجه الجالية التونسية بالخارج، مما يجعل من المقاربات التشاركية والتعاون الثنائي أحد المفاتيح الأساسية لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة.

إنّ تفعيل الدبلوماسية الاقتصادية، وفق هذه الرؤية، لا يقتصر فقط على فتح قنوات استثمار وتبادل تجاري، بل يتعدّاها إلى بناء جسور فعلية للتنمية، يكون فيها التكوين المهني والتشغيل عنوانًا أساسيًا لعلاقة رابح – رابح بين تونس وإيطاليا.