بن قردان تحتفل بالذكرى التاسعة لملحمة 7 مارس: تكريم الشهداء وتعزيز روح الوحدة

احتفل أهالي مدينة بن قردان اليوم الأحد بالذكرى التاسعة لملحمة 7 مارس، تلك الذكرى التي تظل حاضرة في ذاكرة التونسيين باعتبارها واحدة من أروع صفحات البطولات التي سطرها الشعب التونسي في مواجهة الإرهاب. شهدت المدينة احتفالات رسمية وشعبية بمشاركة واسعة من السكان، حيث تم تنظيم سلسلة من الفعاليات التي تركزت على تكريم الشهداء وتعزيز روح الوحدة الوطنية.

بدأت فعاليات إحياء الذكرى بمراسم رسمية أقيمت بمقر المعتمدية، حيث ألقى والي مدنين، وليد الطبوبي، كلمة أبرز فيها أهمية هذه الذكرى، مؤكدًا على أن ملحمة 7 مارس ستظل خالدة في تاريخ تونس، وسيظل الشعب التونسي يذكر تضحيات أبطاله من قوات الأمن والجيش والشعب الذين تصدوا للمجموعات الإرهابية بكل شجاعة وصمود. وأضاف أن هذا اليوم يمثل علامة فارقة في تاريخ المدينة التي أثبتت قوتها وقدرتها على التصدي للإرهاب.

شمل الموكب الرسمي تحية العلم، بالإضافة إلى تلاوة الفاتحة ترحمًا على أرواح شهداء الملحمة، وذلك في إطار احتفالي جمع بين البعد الوطني والإنساني. كما تم تنظيم استعراضات عسكرية وأمنية لعرض قدرة القوات التونسية على حماية البلاد من التهديدات الإرهابية، ما أضاف طابعًا من الفخر والاعتزاز لدى الحضور.

ومن جهة أخرى، تم تنظيم معارض متنوعة في المركب الثقافي سارة، شملت معارض تنموية وحرفية تهدف إلى تسليط الضوء على أبرز المشاريع التنموية في المدينة، فضلاً عن عرض وثائقي يروي قصة الملحمة البطولية التي خاضتها بن قردان ضد الإرهاب.

تاريخ 7 مارس: لحظة فارقة في محاربة الإرهاب

تعود جذور هذه الذكرى إلى عام 2016، حينما حاولت مجموعة إرهابية التسلل إلى منطقة بن قردان، وتحصنت في منزل بمنطقة العويجاء يوم 2 مارس من نفس العام. وقد تمكنت القوات التونسية من اكتشاف تلك المجموعة والقيام بمواجهات مسلحة انتهت بالقضاء على جميع أفرادها، لتشهد المدينة بعد أيام قليلة، وبالتحديد في 7 مارس، معركة بطولية حقيقية ضد الإرهابيين. ومنذ ذلك الحين، أصبحت بن قردان رمزًا للصمود والتضحية في مواجهة الإرهاب.

احتفالات متنوعة: دمج بين الثقافة والرياضة

ستستمر فعاليات إحياء الذكرى حتى يوم 7 مارس، مع برنامج حافل يشمل الأنشطة الثقافية والرياضية. وقد تم تنظيم سهرات موسيقية صوفية، تزامنًا مع شهر رمضان، لتضفي على الاحتفالات أجواء روحية تبرز التراث الثقافي الغني للمدينة. كما تشمل الفعاليات الرياضية والشبابية فقرات رياضية متنوعة تهدف إلى إشراك الشباب في احتفالات المدينة وتعزيز روح الانتماء الوطني لديهم.

وفي خطوة جديدة، تم تنظيم دورة رياضية في الرماية بالقوس والأطباق، والتي تزامنت مع الإعلان عن تأسيس نادي للرماية في المدينة. وقال جلال عبد الكبير، منسق الهيئة المنظمة للذكرى، إن هذا النادي سيسهم في تعزيز ممارسات الرياضة لدى الشباب ويوفر لهم منصة لتطوير مهاراتهم.

إحياء الذاكرة: فخر وتقدير للشهداء

تعتبر ملحمة 7 مارس فرصة لتذكير الجميع بتضحيات شهداء تونس الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل حماية الوطن من الإرهاب. وتظل هذه الذكرى مصدر إلهام للشعب التونسي، حيث تشدد على أهمية الوحدة الوطنية والتضامن في مواجهة التحديات. بن قردان، المدينة التي كانت شاهدة على واحدة من أبرز معارك الدفاع عن الوطن، لا تزال تحتفل بهذه الذكرى بكل فخر واعتزاز، وهي رمز لقوة الإرادة التونسية في مواجهة الأخطار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى