
في خطوة تهدف إلى تعزيز البيئة التعليمية وحمايتها من العنف والمخدرات، كشف كاهية مدير المرصد الوطني للتربية، طايع العياشي، عن تسجيل 627 حالة عنف، سواء لفظي أو مادي، في المؤسسات التربوية خلال الثلاثي الأول من السنة الدراسية الحالية. هذا الرقم يعكس حجم المشكلة التي تواجه المدارس التونسية ويشير إلى ضرورة التدخل العاجل لوضع حلول فعالة.
وصرح العياشي في ندوة صحفية نظمتها جمعية “نبض بلادي”، التي أعلنت خلالها عن انطلاق الحملة الوطنية لمكافحة العنف والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر داخل المحيط المدرسي، بأن وزارة التربية بصدد وضع برنامج تكويني يهدف إلى تدريب إطارات المؤسسات التربوية على كيفية التعامل مع التلاميذ المتأثرين بمشاكل العنف والمخدرات. ويشمل البرنامج بشكل خاص المناطق الشعبية مثل بن عروس وأريانة، التي تشهد تفشي ظاهرة استهلاك المخدرات بين التلاميذ. وأكد العياشي أن هذا التوجه يهدف إلى تعزيز الوعي لدى التلاميذ والمعلمين على حد سواء، مؤكدًا في الوقت ذاته أن نسب استهلاك المخدرات قد انخفضت بفضل تكثيف حملات التوعية بين الشباب.
إضافة إلى ذلك، أشار العياشي إلى التعاون الوثيق بين وزارة التربية ووزارات الداخلية والصحة، فضلاً عن المنظمات والجمعيات المدنية في مكافحة هذه الظاهرة. وهذه الشراكات تهدف إلى وضع رؤية مشتركة لمكافحة العنف والتطرف داخل المدارس.
من جانبها، أعلنت رئيسة جمعية “نبض بلادي”، ألفة العبيدي، عن إطلاق الحملة الوطنية لمكافحة العنف داخل المؤسسات التربوية، مؤكدة على أهمية تشريك التلاميذ والشباب في هذه المبادرة من خلال تنظيم ندوات تشاركية مع الإطار التربوي والأولياء. وتعمل الجمعية على تنظيم أنشطة ثقافية ورياضية تهدف إلى إبعاد التلاميذ عن مظاهر العنف والسلوكيات السلبية.
تعد هذه المبادرة جزءًا من الجهود المستمرة لضمان بيئة مدرسية آمنة وصحية، بعيدة عن كل أشكال العنف والتطرف. كما تمثل خطوة مهمة نحو تشجيع التلاميذ على ممارسة سلوكيات إيجابية تساعد في تعزيز استقرارهم النفسي والاجتماعي