
كشف الصحفي التونسي منتصر بن ساسي أنه تلقى، منذ سنة 2011 وحتى الأسبوع الأخير، عددًا غير مسبوق من الاستدعاءات من مختلف الوحدات الأمنية، بجميع اختصاصاتها، على خلفية عمله الصحفي، خاصة إثر نشره لمقالات وتحقيقات تتعلّق بخروقات وتجاوزات قانونية في ولاية نابل وعدد من الولايات الأخرى.
وأوضح بن ساسي أن هذه الاستدعاءات كانت دائمًا مرتبطة بمحاولات لمعرفة مصادره الصحفية، رغم أن ما نشره كان قائمًا على معطيات دقيقة وموثوقة. وأضاف أنه مثل أمام القضاء في أكثر من 15 مناسبة، انتهى أغلبها بأحكام “عدم سماع الدعوى”، فيما صدرت في حقه أحكام غيابية في بعض القضايا الأخرى.
وأشار إلى أن المضايقات لم تقتصر على الجانب الأمني والقضائي، بل طالت أيضًا مسيرته المهنية، حيث تم الاستغناء عن خدماته في إذاعة “شمس أف أم” من قبل مالكها السابق، بسبب ما اعتُبر “إزعاجًا لأصدقائه وتسببًا له في الحرج”، على خلفية الملفات التي تناولها الصحفي في برامجه وتحقيقاته.
ويؤكد منتصر بن ساسي أن هذه الضغوط لن تثنيه عن مواصلة عمله في كشف الحقيقة وممارسة دوره الصحفي بكل مسؤولية، رغم التحديات التي يواجهها عدد من الإعلاميين في تونس في ما يتعلق بحرية التعبير والصحافة الاستقصائية.