RC2T CONNECT TUNISIA 2025 : عندما تلتقي كفاءات المهجر من أجل تونس

بقلم: يسري تليلي

في عالم سريع التحول، تلعب الجاليات دورًا متزايد الأهمية في بناء جسور بين الأوطان الأصلية وبلدان الإقامة. وفي هذا السياق، يشكّل حدث RC2T CONNECT TUNISIA 2025 موعدًا محوريًا للقاء العقول والخبرات التونسية بالخارج، من أجل التفكير المشترك في مستقبل تونس.

ومن بين أبرز ملامح هذه الدورة الجديدة التي ستُقام يوم السبت 14 جوان 2025 بمدينة الفضاء في تولوز – فرنسا، هي الشراكة الاستراتيجية مع الجمعية الوطنية للتونسيين بالخارج (ANTE). هذه الجمعية التي أثبتت خلال السنوات الأخيرة مكانتها كفاعل رئيسي في تعبئة الجالية وتعزيز مساهمتها في التنمية الشاملة لتونس.

جمعية ANTE: رؤية مزدوجة وواقعية

تشتغل الجمعية الوطنية للتونسيين بالخارج على محورين أساسيين:

🔹 أولًا: الإدماج – من خلال برامج تأطير ومرافقة وتوعية، تسعى الجمعية إلى تسهيل اندماج التونسيين في مجتمعاتهم المضيفة، سواء من الناحية الاجتماعية أو الثقافية أو الاقتصادية، مع الحفاظ على روابطهم العميقة بتونس.

🔹 ثانيًا: التنمية – تؤمن الجمعية أن الجالية التونسية ليست فقط مصدرًا للتحويلات المالية، بل هي شريك حقيقي في البناء، من خلال مبادرات التضامن، وتشجيع الاستثمار، والمشاركة في التعاون الدولي اللامركزي.

وبهذه الرؤية الواقعية، تسعى ANTE إلى جعل كل تونسي بالخارج جزءًا من الحل، لا مجرد مشاهد من بعيد.

RC2T: منصة للتفكير الجماعي والعمل المشترك

من خلال هذه الشراكة، يهدف RC2T CONNECT TUNISIA 2025 إلى فتح فضاء واسع للنقاش، واللقاء، وتبادل الخبرات بين الكفاءات التونسية في الخارج، ممثلين عن المجتمع المدني، المؤسسات العمومية، القطاع الخاص، والفاعلين الدوليين.

على مدار يوم كامل، سيُطرح سؤال أساسي:

كيف يمكن تحويل طاقات المهجر إلى قوة اقتراح وبناء فعلي داخل تونس؟

سنشهد ورشات عمل، لقاءات تشبيك، مداخلات لخبراء من عدة مجالات، وكلها تهدف إلى رسم ملامح استراتيجية وطنية تُعيد للجالية دورها الحيوي.

أكثر من مجرد تظاهرة

ما يجعل هذا الحدث مميزًا ليس فقط مضمونه، بل الرسالة التي يحملها:

الجالية التونسية بالخارج ليست في الهامش، بل في قلب المعادلة الوطنية.

من باريس إلى مونتريال، من روما إلى برلين، ومن ستوكهولم إلى مونتيفيديو، التونسيون بالخارج يثبتون كل يوم أنهم قادرون على العطاء، على التأثير، وعلى المساهمة في بناء وطن أكثر عدالة، وانفتاحًا، واستدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى