تونس في صدارة عشّاق «الماكرونة» عالميًا: ثاني أكبر مستهلك بعد إيطاليا

كتب جيلاني فيتوري

وفقًا لأحدث بيانات منظمة المقرونة الدولية (IPO)، تحتل تونس المرتبة الثانية عالميًا من حيث استهلاك المقرونة، بمعدل يبلغ حوالي 17 كغ سنويًا لكل فرد


من الطاولة التونسية إلى الرقم العالمي: قصة استهلاك غير متوقّع

هذا الرقم يعكس في عمقِه أكثر من مجرد كمية مكرونة تُستهلك، إذ يعكس عنصرًا ثقافيًا مهمًا في المطبخ التونسي. المقرونة، التي كثيرًا ما توصف بأنها «طبق اقتصادي وسهل التحضير»، تحظى بمكانة مركزية في وجبات العائلة التونسية، سواء في الوجبات اليومية أو التجمعات العائلية.

خبراء التغذية والإعلام المحليين يبرزون أن هذا الاستهلاك المرتفع ليس صدفة، بل نتاج نمط غذائي متأصل لدى التونسيات والتونسيين، حيث تمزج العائلات بين بساطة الطبق وفائدته الغذائية، خاصة في ظل تزايد الضغوط الاقتصادية.


ما وراء الرقم: تداعيات اقتصادية وصناعية

  • إنتاج محلي قوي: إنّ موقع تونس في قائمة الاستهلاك العالمي يمنح صناعة المقرونة المحلية دافعًا قويًا للنمو، ويسلّط الضوء على إمكاناتها التصديرية.
  • فرصة لابتكار أنواع جديدة: مع هذا الإقبال، تبرز الحاجة إلى تطوير أصناف مبتكرة من المكرونة (صحية، مدعّمة، عضوية…) لتلبية ذوق المستهلك التونسي ولتصديرها.
  • توعية غذائية: على الرغم من أن المقرونة غذاء غني بالكربوهيدرات المفيدة، فإن الاعتماد المفرط قد يتطلب حملات توعية حول الكمية المثالية وتوازن النظام الغذائي.

وجهة مستقبلية

إذا استمر هذا التوجه، يمكن أن تصبح تونس منصة إقليمية لتصدير منتجات المكرونة المخصصة لدول شمال أفريقيا وأوروبا، مستفيدة من موقعها الجغرافي وثروتها الصناعية. وفي نفس الوقت، يمكن للمؤسسات الأكاديمية والبحوث الغذائية أن تدرس تأثير هذا النمط الاستهلاكي على الصحة العامة، واقتراح توصيات لتشجيع استهلاكًا أكثر توازنًا.


خلاصة: ما بدأ كحقيقة مغرِبة للكثيرين — أن تونسيًا يستهلك 17 كغ من المقرونة سنويًا — هو في الواقع علامة واضحة على قوة ثقافية وغذائية وصناعية. تونس ليست فقط عاشقة للمكرونة، بل لاعب مهم في هذا السوق على المستوى العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى