إذاعة متضامنون: صوت جديد ينبعث من فريانة ليربط أجيال تونس وفرنسا

بقلم: يسري تليلي

من فريانة إلى أوبرفيلييه، ومن جبال القصرين إلى ضواحي باريس، يولد حلم مشترك يحمل اسم “إذاعة متضامنون”، ليكون جسرًا حيًّا يربط بين الأجيال، ويوحّد نبض الشباب بحكمة الكبار، في مبادرة مجتمعية إعلامية وإنسانية غير مسبوقة.

فقد أطلقت جمعية الإغاثة الشعبية بأوبرفيلييه بالشراكة مع مركز فريانة للتضامن بين الأجيال بولاية القصرين، مشروعًا واعدًا لبعث إذاعة واب محلية مجتمعية، تستهدف خلق فضاء للتعبير والتواصل بين الشباب وكبار السن، من خلال برامج إذاعية رقمية تتناول قضاياهم اليومية وتُبرز تجاربهم الحياتية.

لقاء تضامني في تونس… وبداية التكوين

احتضنت مدينة الحمامات نهاية الأسبوع الماضي أولى خطوات هذا المشروع من خلال دورة تكوينية مكثفة جمعت شبابًا من تونس وفرنسا، بحضور سفيرة فرنسا في تونس آن غيغان، إلى جانب ممثلين عن الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمات من المجتمع المدني التونسي والفرنسي.

وتهدف هذه الدورة، التي تتواصل على مدى أسبوع، إلى تدريب الشباب من 16 إلى 25 سنة على أسس العمل الإذاعي الرقمي، من خلال ورشات تقنية يشرف عليها خبراء تونسيون ومتطوعون في مجالات الإعلام والتصوير والصوت، إضافة إلى تحفيز روح التعاون والتبادل الثقافي بين المشاركين من الضفتين.

صوت منسيي الداخل

تأتي هذه المبادرة في سياق الاعتراف بأن ولاية القصرين تعد من أكثر المناطق هشاشة اقتصاديًا واجتماعيًا، حيث تصل نسب البطالة في صفوف الشباب إلى 43%، وتعيش فئات كبار السن ظروفًا معيشية صعبة. من هذا المنطلق، تسعى الإذاعة إلى أن تكون صوتًا لهؤلاء، ونافذةً تُطل منها قصصهم وآمالهم على العالم.

ووفق ما نشرته جمعية الإغاثة الشعبية، فإن الهدف الأساسي من المشروع هو تعزيز التبادل بين الأجيال عبر الحوار الإذاعي، ونقل المعارف والتجارب الحياتية داخل دار التضامن بفريانة، بما يسهم في تقليص الفجوة بين الأجيال، ويدعم مشاركة الشباب في الحياة العامة.

خطوة أولى نحو إعلام مواطني بديل

وقد انطلقت ورشات العمل التطبيقي يوم الأحد، حيث شرع المشاركون في التعرف على تقنيات التسجيل والتصوير والمونتاج، وتحديد المواضيع والأسئلة، استعدادًا للنزول إلى الميدان والتفاعل المباشر مع المواطنين. وتُعد هذه التجربة بمثابة تدريب حيّ على الصحافة المواطنة، من خلال فرق عمل مختلطة تجمع بين شباب فرنسيين وتونسيين.

“متضامنون” ليست مجرد إذاعة، بل هي منصة لبناء الوعي والربط بين المجتمعات، وشاهد على أن التضامن لا يحتاج إلى حدود، بل إلى نية صادقة، ورغبة مشتركة في التغيير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى