بقلم: يسري تليلي
في خطوة تعكس عمق العلاقات الخليجية التونسية وتوجهها نحو المزيد من التكامل والتعاون، استقبل الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، السيد جاسم محمد البديوي، يوم الأربعاء 2 جويلية 2025، بمقر الأمانة العامة بالرياض، سفير الجمهورية التونسية لدى المملكة العربية السعودية، السيد هشام الفوراتي.
هذا اللقاء لم يكن مجرد زيارة بروتوكولية، بل شكل محطة مهمة لاستعراض مسار التعاون بين تونس ودول الخليج، وتقييم ما تحقق منذ توقيع مذكرة التفاهم المشتركة في عام 2023، التي أرست أسساً متينة لشراكة استراتيجية متعددة الأبعاد تشمل مجالات الاقتصاد، الثقافة، التعليم، الطاقة، والتنمية المستدامة.

أكد السيد جاسم البديوي على أهمية توطيد الروابط بين دول المجلس وتونس، معتبراً أن هذه الشراكة ليست فقط خياراً استراتيجياً، بل ضرورة إقليمية تفرضها التحديات والتحولات الدولية الراهنة. كما شدد على الالتزام بتفعيل بنود مذكرة التفاهم، وتوسيع مجالات التعاون بما يعكس تطلعات الشعوب ويخدم المصالح المشتركة.
من جانبه، عبّر السفير هشام الفوراتي عن تقدير تونس للدور الريادي لدول مجلس التعاون في المنطقة، مبرزاً الحرص التونسي على تطوير هذه العلاقات في إطار من التفاهم المتبادل والتكامل الإقليمي.
اللقاء تناول أيضاً مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، في ظل تسارع المتغيرات السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية.
هذا الحوار البناء بين الدبلوماسية التونسية ومجلس التعاون يؤكد أن العلاقات العربية البينية ما تزال قادرة على التجدد والانفتاح على آفاق أرحب، شرط أن يُبنى ذلك على إرادة سياسية حقيقية ومقاربة تنموية شاملة.
إن لقاء الرياض، الذي جمع الأمين العام للمجلس وسفير تونس، ليس فقط دلالة على العلاقات الراسخة، بل هو أيضاً دعوة واضحة لتعزيز التعاون العربي–العربي في زمن تتزايد فيه الحاجة إلى التضامن والتكامل في مواجهة التحديات المشتركة.