✍️ بقلم: يسري تليلي – مونتريال
في أمسية تونسية بامتياز، التأمت يوم الخميس 20 جوان 2025 أول لقاء تشبيك للكفاءات التونسية بمدينة مونتريال، ببادرة من سفارة الجمهورية التونسية بكندا، وبالتعاون مع المكتب الجهوي للديوان الوطني للسياحة، وغرفة التجارة الكندية التونسية CCCT، وجمعية “مشكات”، ونادي “دار المالوف”.

هذا اللقاء النوعي، الذي احتضنته إحدى القاعات الرمزية في المدينة، جمع نخبة من أبناء تونس من مختلف الأجيال والتخصصات: أساتذة جامعات، باحثون، مستثمرون، خبراء ماليون، مسؤولون إداريون في هياكل كندية عليا، فنانين، وناشطين في المجتمع المدني. حضور نوعي يعكس غنى الطيف التونسي في المهجر الكندي، وما يزخر به من كفاءات تفتح آفاقًا واسعة للتعاون والشراكة بين الضفتين.
في كلمته الافتتاحية، شدد سعادة السفير لسعد بوطارة على أهمية تفعيل دور هذه الكفاءات في الدفع بالتنمية الاقتصادية والعلمية في تونس، مشيرًا إلى انفتاح البعثة الدبلوماسية واستعدادها لمرافقة كل المبادرات التي من شأنها تعزيز أواصر التعاون المؤسسي بين تونس وكندا.

اللقاء لم يكن مناسبةً رسمية فقط، بل منصة ديناميكية لتبادل الآراء والتجارب، حيث شهدت الجلسات حوارات ثرية حول سبل الاستفادة من الخبرات التونسية بالخارج، وسبل بناء جسور عملية بين الجامعات، والمؤسسات، والمشاريع الاستثمارية، في البلدين. وقد أجمع المشاركون على أهمية مثل هذه التظاهرات في خلق حركية جماعية منظمة وذات أثر ملموس، بعيدًا عن المبادرات الفردية المعزولة.
وقد اختتم اللقاء على أنغام المالوف التونسي الأصيل، في عرض ساحر قدّمه نادي “دار المالوف”، مزج بين عبق التراث وروح الانتماء، فكان خير تعبير عن التقاء الهوية الثقافية بالنجاح المهني في المهجر.
إن هذا اللقاء، وإن كان الأول من نوعه، يُعدّ إشارة قوية إلى بداية مرحلة جديدة، يكون فيها المهاجر التونسي ليس فقط سفيرًا لبلده في الخارج، بل فاعلًا مؤثرًا في مسارات التنمية والتجديد في وطنه الأم.
من مونتريال… تونس حاضرة بنخبها، بثقافتها، وبإرادة أبنائها.
