تونس والولايات المتحدة: شراكة استراتيجية تتجدد في أفق مشترك

بقلم: يسري تليلي

في أجواء احتفالية رمزية، احتضنت السفارة الأمريكية بتونس مساء الثلاثاء 17 جوان 2025 حفل استقبال بمناسبة الذكرى السنوية لإعلان استقلال الولايات المتحدة الأمريكية، بحضور عدد من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية، وعلى رأسهم السيد محمد علي النفطي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، رفقة السيد سفيان الهميسي، وزير تكنولوجيات الاتصال.

الحدث لم يكن مجرد احتفال سنوي تقليدي، بل جسّد لحظة دبلوماسية بامتياز أكّدت عمق العلاقات التونسية الأمريكية التي تعود إلى سنة 1797، وهو ما نوّه به وزير الخارجية في كلمته بالمناسبة، معتبراً أن هذا التاريخ الطويل من التعاون والشراكة دليل على ثقة متبادلة تتجدّد وتتطور مع كل جيل.

الوزير النفطي شدّد على أهمية هذه الشراكة الاستراتيجية، لا فقط في بعدها السياسي والدبلوماسي، بل كذلك في مجالات الاقتصاد والتعليم والتكنولوجيا، مشيراً إلى الديناميكية الإيجابية التي تشهدها العلاقات الثنائية، خصوصاً في ظل استئناف عدد من برامج التعاون الأمريكي التي تعطلت سابقاً. كما أشاد بالتطور الملحوظ في حجم المبادلات التجارية، مؤكداً حرص تونس على تطويرها ضمن أطر متوازنة تضمن مصلحة الطرفين.

الملف التعليمي أخذ بدوره حيّزاً هاماً في الخطاب، حيث عبّر الوزير عن فخره بالشراكات الجامعية الموقعة مؤخراً بين عدد من الجامعات التونسية ونظيراتها الأمريكية، معتبراً إياها جسوراً متينة للتبادل الثقافي والعلمي بين شباب البلدين، ومثالاً ناجحاً لما يمكن أن تحققه الدبلوماسية الناعمة.

كما لم يفوّت الوزير الفرصة للتأكيد على تمسّك تونس، حكومة وشعباً، بقيم الحرية والعدالة والتعايش السلمي، وهي القيم التي تتقاطع مع روح إعلان الاستقلال الأمريكي، وتشكّل في الآن ذاته ركائز السياسة الخارجية التونسية.

من جهته، عبّر سعادة سفير الولايات المتحدة عن ارتياحه لمستوى التعاون القائم، مؤكداً التزام بلاده بدعم تونس في مختلف المجالات، وتعزيز آفاق الشراكة بما يخدم المصالح المتبادلة ويستجيب لتطلعات شعبي البلدين.

اللقاء لم يكن مجرّد احتفاء بتاريخ، بل محطة جديدة لتأكيد إرادة الطرفين في بناء مستقبل مشترك أكثر انفتاحاً وتعاوناً، حيث تلتقي المصالح وتتقاطع القيم، بما يضمن استمرارية العلاقة الاستراتيجية بين تونس وواشنطن، في عالم يشهد تحوّلات متسارعة وتحديات متشابكة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى