بقلم: يسري تليلي
في إطار مشاركته في الاجتماع الوزاري للمنسقين لمتابعة منتدى التعاون الصيني الأفريقي، أجرى السيد سمير عبيد، وزير التجارة وتنمية الصادرات، يوم 12 جوان 2025، جلسة عمل مع نائب وزير التجارة الصيني السيد Tang Wenhong، تم خلالها التباحث حول واقع وآفاق التعاون الثنائي بين تونس وجمهورية الصين الشعبية في المجالين التجاري والاقتصادي.

وقد استعرض الوزير خلال هذا اللقاء أبرز مجالات التعاون الممكنة بين الجانبين، داعيًا إلى استثمار الإرادة الصادقة التي تحدو البلدين الصديقين لإنجاز مشاريع شراكة استراتيجية تُثمر مكاسب مشتركة. كما دعا إلى تمكين تونس من إجراءات استثنائية تُسهّل نفاذ المنتجات التونسية الاستراتيجية، ولا سيما زيت الزيتون والتمور، إلى السوق الصينية الواعدة، مشيرًا إلى جودتها العالية وتطابقها مع تطلعات المستهلك الصيني.
كما اتفق الطرفان على ضرورة تعزيز الإطار القانوني المنظم للعلاقات التجارية بين البلدين، إلى جانب التسريع في عقد اللجنة القطاعية المشتركة في المجال التجاري بين تونس والصين في أقرب الآجال، بما يعزز فرص الشراكة ويذلل العراقيل الهيكلية أمام المستثمرين من الجانبين.

وفي سياق متصل، شارك الوزير في ندوة حول التعاون الصيني-الأفريقي في مجال البنية التحتية، ألقى خلالها كلمة شدّد فيها على الموقع الجغرافي الاستراتيجي لتونس وتنوّع اتفاقيات التجارة الحرة التي تنتمي إليها، ما يجعل منها منصة مثالية للربط بين الأسواق الأوروبية، الأفريقية، والآسيوية.
ودعا الوزير بالمناسبة رجال الأعمال الصينيين إلى الانخراط في مشروع الممر القاري التونسي-الأفريقي “بوابة إفريقيا”، موضحًا أن هذه المبادرة تسعى إلى تحويل تونس إلى محور لوجستي متقدّم يربط أوروبا بدول الساحل والصحراء (النيجر، مالي، تشاد، بوركينا فاسو وجمهورية إفريقيا الوسطى) عبر ليبيا. ويهدف هذا المشروع الطموح إلى تجاوز التحديات اللوجستية الكبرى التي تعيق التنمية في إفريقيا، وفتح آفاق جديدة للتكامل والتبادل بين الشعوب والقارات.
وتأتي هذه المبادرات في إطار توجه استراتيجي لتونس نحو تعزيز موقعها كقاطرة للتنمية الإقليمية ومحور لتقاطع المصالح الاقتصادية الدولية، بما يكرّس رؤيتها كشريك فاعل ومتوازن في ساحة التعاون جنوب-جنوب.
