عادل بن براهيم: من نجاحات ريادة الأعمال إلى صوت الجالية في مارسيليا

بقلم: يسري تليلي

في قلب الجنوب الفرنسي، وتحديدًا بمدينة مارسيليا التي تنبض بالحياة والتنوع، سطع نجم تونسي استطاع أن يفرض نفسه في ساحة المال والأعمال، وأن يبني مسيرة متفرّدة تُحتذى. إنه عادل بن براهيم، رجل الأعمال الذي لم يكتفِ بالنجاح الفردي، بل جعل من تجربته جسراً للتأثير الإيجابي في محيطه، ليجمع بين الريادة الاقتصادية والالتزام الاجتماعي، وصولًا إلى بعث مشروع إعلامي يحمل رسائل الإنسان والمجتمع.

نجاح رجل أعمال صنع اسمه في المهجر

لم تكن طريق عادل بن براهيم مفروشة بالورود، بل شقّها بتعب السنين وإصرار لا يلين. ومنذ استقراره في فرنسا، عمل بصمتٍ وثبات على تطوير مشاريعه التجارية، مؤمنًا بأن النجاح لا يُقاس بالشهرة، بل بالاستمرارية والقدرة على صنع الفارق.

بفضل رؤيته الثاقبة وإدارته الحكيمة، تمكن من فرض نفسه كرجل أعمال ناجح، يحظى بثقة المحيطين به واحترام مختلف الأوساط الاقتصادية في مارسيليا. واليوم يُعتبر من الوجوه التونسية البارزة التي رفعت راية الكفاءة والانضباط خارج حدود الوطن.

“القلب على اليد”… من المال إلى المعنى

نجاحه في عالم الأعمال لم يُنسه جذوره، ولا انتماءه لأبناء الجالية. فأسس جمعية “القلب على اليد”، التي أصبحت عنوانًا للعطاء والتضامن في مارسيليا. وانطلقت الجمعية من فكرة بسيطة: “من واجبنا أن نكون سندًا لبعضنا”، لكنها تحولت إلى شبكة دعم فعالة، خاصة في الفترات الصعبة.

قادت الجمعية حملات مساعدة، وزعت الإعانات الغذائية والملابس، ورافقت العائلات المعوزة واللاجئين الجدد، وأعادت الأمل إلى من ظنّ أن العالم قد نسيه. وكان عادل دائمًا في الصفوف الأمامية، لا يكتفي بالدعم من بعيد، بل يشارك في الميدان ويستمع ويهتم.

إذاعة مارسيليا ستريم: إعلام من رحم الأزمة

ومن قلب التجربة الجمعياتية، ووسط ظروف استثنائية فرضتها جائحة كورونا، وُلدت فكرة إذاعة مارسيليا ستريم، لتكون منبرًا حرًا يعبّر عن الجالية، وينقل صوتها، ويُضيء واقعها.

لم تكن الإذاعة مشروعًا تجاريًا، بل مشروعًا إنسانيًا بالأساس. أرادها عادل أن تكون امتدادًا لعمله الجمعياتي، وفضاءً يجمع الناس حول قيم الحوار، والهوية، والانتماء. فاستقطب شبابًا من الجالية، وفتح الميكروفون لكل من يملك قصة، فكرة، أو رأيًا.

سرعان ما وجدت الإذاعة صداها، بفضل محتواها القريب من الناس، وبساطة لغتها، وصدق رسالتها. وتحولت إلى صوت نابض يعكس واقع المهاجرين، ويحتفل بثقافتهم، وينقل أخبارهم، ويروّج لصورتهم الحقيقية.

كلمة تُقال

عادل بن براهيم ليس مجرد اسم في سجل رجال الأعمال بالخارج. هو حالة متكاملة: رجل بنى مشروعه في الصمت، وعاد بالنجاح إلى الناس. اختار أن يستثمر في الإنسان بعد أن استثمر في التجارة، وأن يُعطي للكلمة وزنها بعد أن عرف قيمة الفعل.

من المال إلى الميدان، ومن الجمعية إلى الميكروفون… عادل بن براهيم قصة نجاح تونسية تُروى بفخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى