بقلم: يسري تليلي
في خطوة لافتة تعكس عمق الروابط بين تونس واليابان، استقبل سعادة سفير تونس بطوكيو، السيد أحمد الشفرة، يوم 12 جوان 2025، الأعضاء الجدد لجمعية الصداقة البرلمانية اليابان-تونس، برئاسة النائب بمجلس النواب الياباني عن الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم، السيد نوبوهيدي مينوريكاوا.

وقد شكّل هذا اللقاء مناسبةً لتجديد العهد على تعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والثقافية والبرلمانية، مؤكدًا أهمية تفعيل أدوات الدبلوماسية البرلمانية كدعامة رئيسية للدبلوماسية التقليدية. ويُعدّ إحياء نشاط الجمعية، التي لطالما لعبت دورًا مهمًّا في مدّ جسور التواصل بين المؤسستين التشريعيتين في تونس واليابان، خطوةً استراتيجية تتناغم مع التحولات الجيوسياسية والاقتصادية التي تشهدها المنطقة والعالم.
إنّ إعادة بعث هذه الجمعية ليست مجرد إجراء بروتوكولي، بل تعبير صريح عن إرادة سياسية مشتركة في الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية إلى آفاق أرحب. فقد أبدى الطرف الياباني، خلال هذا اللقاء، رغبة قوية في دعم تونس في مسارها التنموي، مع التركيز على مجالات الابتكار والتكنولوجيا والتعليم العالي، وهي قطاعات تُعدّ اليابان فيها رائدة عالميًا.

وقد مثّل اللقاء أيضًا فرصةً للتأكيد على القيم المشتركة التي تجمع بين الشعبين، من احترام للسلام والعمل الجادّ، إلى التطلّع نحو المستقبل بتفاؤل وشراكة متكافئة.
من المهم أن نثمّن هذه المبادرة البرلمانية التي تُكرّس مفهوما جديدا للدبلوماسية، يتجاوز الطابع الرسمي إلى بناء علاقات إنسانية وشعبية قائمة على الثقة والاحترام المتبادل.
في زمن التحولات الكبرى، تظل مثل هذه الخطوات بمثابة إشارات أمل نحو عالم أكثر تعاونًا وانفتاحًا، وتونس، وهي تتطلع إلى توسيع آفاق شراكاتها الآسيوية، تجد في اليابان شريكًا جديرًا بالثقة، وفي الدبلوماسية البرلمانية جسرًا متينًا لتحقيق المصالح المشتركة.