من تونس إلى دبي: كمال الشريف.. رجل لا ينتظر الفرص بل يصنعها

قبل اثني عشر عاماً، حمل كمال الشريف حقيبته وغادر تونس باتجاه دبي، لا بوعود مغرية ولا بعقد عمل ذهبي، بل برغبة واحدة: أن يثبت نفسه في واحدة من أكثر مدن العالم تنافسية وسرعة.

في البداية، لم يكن الطريق مفروشًا بالورود. اشتغل في مجالات بعيدة عن طموحه وتكوينه، من وظائف ميدانية بسيطة إلى أعمال تسويق لا تليق بطاقاته. لكن كمال، الذي كان يرى في كل تجربة درساً، لم يركن للراحة أو التذمر. “في دبي، لا وقت للانتظار”، هكذا يقولها اليوم بنبرة الواثق، وهو يشغل منصب مدير المبيعات في واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري في المنطقة: “عزيزتي للتطور العقاري” — الشركة التي أطلقت مؤخرًا مشروع بناء ثاني أعلى برج في الإمارات، بعد برج خليفة.

كمال لا يحب الخطابات التحفيزية الجوفاء، بل يؤمن أن النجاح يحتاج إلى ثلاث مفاتيح: الجرأة، المرونة، وتطوير الذات المستمر. “في دبي، قد تبدأ نادلاً أو مندوب مبيعات، ولكن إذا عرفت كيف تتعلم وتبني علاقاتك وتطور أدواتك، لن تبقى في نفس المكان طويلاً”، يقول وهو يتحدث عن تجربته التي يعتبرها طويلة ومليئة بالدروس.

وعن الجالية التونسية في دبي، لا يُخفي كمال إعجابه ببعض التجارب الناجحة، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى غياب التنظيم والتنسيق بين أفراد الجالية. “لدينا طاقات مبهرة، لكننا نحتاج إلى فضاءات تجمعنا، تبادل الخبرات والتجارب مهم جداً خاصة في بيئة مثل دبي.”

أما عن التحديات، فالواضح أن كمال لا ينظر إليها كعقبات بل كفرص للتميّز. “دبي لا تعترف بالخمول ولا بالشهادات فقط. هي مدينة من يعمل أكثر، يتقن أكثر، يتأقلم أكثر. من ينتظر أن يُفرش له الطريق، فالأفضل أن لا يأتيينهي كمال حديثه برسالة موجهة إلى الشباب العربي، والتونسي خصوصًا: “لا تنتظر أن تكون الظروف مثالية، ولا تهرب من التجربة الأولى حتى وإن كانت بسيطة. خض غمار العمل، طوّر نفسك كل يوم، وكن صبوراً. دبي لا تعطيك النجاح، لكنها تفتحه لك إن عرفت كيف تطرق الباب.”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى