سناء العرفاوي: الإنصاف والتنوع ليست شعارات… بل مفاتيح لتنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة

تونس | أفريل 2025
بلهجة واثقة ونظرة مستقبلية، تؤكد الأستاذة الجامعية في جامعة كييبيك بـتروا ريفيير (كندا)، د. سناء العرفاوي، أن المؤتمر الدولي حول “الإنصاف والتنوع والإدماج”، المزمع تنظيمه في تونس العاصمة يومي 25 و26 أفريل 2025، ليس مجرد تظاهرة فكرية، بل خطوة استراتيجية نحو إعادة بناء السياسات التنموية على أسس أكثر عدالة وشمولًا.

بصفتها رئيسة المؤتمر، أوضحت العرفاوي أن الهدف الأساسي من هذا الحدث هو ترسيخ مفاهيم الإنصاف والتنوع والإدماج كمقومات أساسية في الاقتصاد والسياسات العمومية، معتبرة أن هذه القيم أصبحت اليوم ضرورية، ليس فقط لتحقيق العدالة الاجتماعية، بل أيضًا لتحفيز الابتكار وضمان استدامة النمو.

تنمية شاملة لا تُقصي أحدًا

تشير د. العرفاوي إلى أن المؤتمر سيجمع خبراء دوليين، مسؤولي مؤسسات حكومية وخاصة، فاعلين في المجتمع المدني وأكاديميين من تونس وخارجها، لطرح حلول عملية تضمن مشاركة كافة فئات المجتمع في جهود التنمية، خاصة الفئات المهمّشة والشباب والنساء.

وتضيف أن تعزيز العدالة في سوق الشغل لا يعني فقط توفير فرص، بل يتطلب بيئة مؤسسية قائمة على احترام التنوع، ومناهضة التمييز، وتثمين الاختلاف باعتباره مصدرًا للقوة وليس نقطة ضعف.

الكفاءات التونسية بين التحدي والفرصة

وحول ظاهرة هجرة الأدمغة التونسية، ترى العرفاوي أن من الضروري الانتقال من التشخيص إلى الفعل، مشددة على أن المؤتمر سيقترح آليات عملية لتحسين مناخ العمل داخل تونس، بهدف استبقاء الكفاءات وتحفيز الشباب على الاستثمار في مستقبلهم المحلي، لا في الهجرة.

وتعتبر أن بناء اقتصاد وطني قوي لا يمكن أن يتحقق دون رأسمال بشري مؤهل ومتحفّز، داعية إلى خلق مسارات مهنية واضحة ومستقرة داخل البلاد.

المسؤولية الاجتماعية… من النص إلى التفعيل

في جانب آخر، تؤكد العرفاوي أن المؤتمر سيُولي اهتمامًا خاصًا بتفعيل قانون المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات (قانون 2018)، مشيرة إلى أن النصوص القانونية وحدها لا تكفي ما لم تُرافقها رغبة حقيقية في التغيير، وممارسات ملموسة على الأرض.

وأضافت أن ورشات المؤتمر ستتضمن عرضًا لتجارب ناجحة من داخل تونس وخارجها، تُظهر كيف يمكن للمؤسسات الاقتصادية أن تتحول إلى قوة دافعة للتنمية الاجتماعية والبيئية.

حوكمة تشاركية لبناء السياسات

من أبرز ما ستطرحه الأستاذة سناء العرفاوي خلال المؤتمر، هو أهمية صياغة نموذج حوكمة جديدة في تونس، يقوم على إشراك جميع الأطراف الفاعلة: الحكومة، القطاع الخاص، المجتمع المدني، والجامعات. وترى أن هذا النهج ضروري لضمان الشفافية والاستمرارية في السياسات، وتحقيق نتائج فعلية على المدى الطويل.

الشباب والباحثون في صلب الحدث

تُشدّد العرفاوي على أن المؤتمر لن يقتصر على النقاشات النظرية، بل سيكون منصة حقيقية للشباب والباحثين للمساهمة بأفكارهم ومشاريعهم، معتبرة أن تمكين الشباب ليس فقط واجبًا، بل ضرورة لبناء مستقبل أكثر إنصافًا وابتكارًا.

“نحن لا نُجمّل الواقع… بل نُعيد صياغته”

بهذه العبارة تختتم سناء العرفاوي حديثها، مؤكدة أن الرؤية التي يحملها المؤتمر تنطلق من الواقع بكل تحدياته، لكنها تسعى إلى تجاوزه برؤية إصلاحية، واقعية، وشجاعة. وهي تأمل أن يشكّل هذا المؤتمر انطلاقة جديدة نحو تونس أكثر عدالة، أكثر شمولًا، وأكثر استدامة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى