سنية البنا سلامة : “اليابان علّمتني الكثير… لكن الحنين لتونس لا يفارقني”


حوار جيلاني فيتوري

بداية، كيف كانت انطلاقتك نحو اليابان؟ وما الذي دفعك للهجرة؟
سنية البنا سلامة: كانت رحلتي إلى اليابان مغامرة بكل ما للكلمة من معنى. في البداية، جئت بدافع اكتشاف بلد جديد وثقافة مختلفة، وكنت أملك رغبة قوية في تطوير نفسي مهنيًا، خصوصًا في مجال التعليم. لم أكن أتوقع أنني سأستقر هنا كل هذه السنوات، لكن الحياة أحيانًا تأخذنا في مسارات لم نخطط لها.

ما الصعوبات التي واجهتك في البداية؟
اللغة كانت أكبر تحدٍ. اليابانية لغة مختلفة تمامًا عن العربية والإنقليزية، وهي أساسية للتواصل اليومي والعمل. أيضًا، الثقافة اليابانية صارمة من حيث العادات والسلوك، وكان من الضروري أن أتأقلم معها تدريجيًا. لكن الانضباط والاحترام اللذين يتمتع بهما المجتمع الياباني ساعداني على التكيف.

كيف تصفين تجربتك في التأقلم مع المجتمع الياباني؟
تجربة غنية. المجتمع الياباني محافظ لكن محترم. كأجنبية، كنت دائمًا محط فضول، لكن مع مرور الوقت اكتسبت ثقة الناس من حولي من خلال عملي الجاد. تعلمت الكثير من قيم هذا الشعب، خاصة في ما يتعلق بالانضباط، احترام الوقت، والإتقان في العمل.

هل ما زال الحنين إلى تونس يسكنك؟
دائمًا. رغم أنني قضيت 24 سنة هنا، إلا أن تونس لم تفارقني يومًا. أحن إلى أصوات الشوارع، إلى الأكل التونسي، إلى دفء العلاقات الإنسانية. الغربة لا تزول مهما طالت الإقامة في الخارج.

كيف هي علاقتك بالجالية التونسية في اليابان؟
الجالية التونسية هنا صغيرة جدًا، لكننا نحاول الحفاظ على روابط قوية. نلتقي في المناسبات الدينية والوطنية، ونتبادل الدعم والمساعدة. كما أحرص على تنظيم لقاءات ثقافية أعرّف من خلالها اليابانيين على تونس: موسيقاها، أكلها، وتقاليدها.

كيف تنظرين إلى العلاقات التونسية اليابانية؟
هي علاقات فيها الكثير من الاحترام، لكنها تحتاج إلى تطوير على مستوى التبادل الثقافي والاقتصادي. اليابان بلد متطور ويملك تجارب رائدة يمكن أن تستفيد منها تونس كثيرًا، خاصة في التعليم والتكنولوجيا. كما يمكن لتونس أن تفتح أبواب السياحة اليابانية لاكتشاف جمالها.

ماذا تقولين للشباب التونسي الذي يفكر في الهجرة إلى اليابان؟
أنصحهم أولًا بالتكوين الجيد، ثم بتعلم اللغة اليابانية لأنّها المفتاح الحقيقي للاندماج. الهجرة إلى اليابان ليست سهلة، وليست مناسبة للجميع. هي تجربة تتطلب انضباطًا، صبرًا واحترامًا كبيرًا للثقافة المحلية. لكن في المقابل، من يثابر ويجتهد سيجد فرصًا كثيرة.

هل تشجعين الشباب على الهجرة؟
أشجع من يملك مشروعًا واضحًا واستعدادًا نفسيًا وثقافيًا لخوض تجربة مختلفة تمامًا. الهجرة ليست حلاً سحريًا، بل مسؤولية كبيرة. اليابان بلد رائع، لكنه لا يمنحك شيئًا مجانًا. عليك أن تثبت نفسك، وستُكافأ.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. شكرا سي الجيلاني علي الحوارمع السيدة سنيا و بحكم صداقتي القديمة ومطلعةكثيرا علي تجربتها أري أنامازال لديها الكثير للحديث عنه وفي كل مقابله تلفزيه أو اذاعيه نفس اللاسالة التي تلقي لها رغم ان تجربتها مليأة بالنجحات بحكم قوة اصرارها وعزيمتها وحبها للتعلم والمعرفةالي ان اثبتت نفسها في بلاد متقدم مثل اليابان واكتسبت ثيقة بلدها التي كلفتها برأسة الهيئة الفرعية للانتخابات الرئيسية في آسيه واسترالية التي كانت تجربة مهمه وصعبةكللت السيدة سنيا بالنجاح والتألق ولم تمنح لها الفرصة لتحكي عن احسن تجربه نحو بلدها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى