
في إطار الاحتفال بالذكرى التاسعة والستين لعيد الاستقلال، نظمت القنصلية العامة للجمهورية التونسية في ستراسبورغ يوم الجمعة 21 مارس الجاري إفطارًا رمضانيًا حضره عدد كبير من الكفاءات التونسية والعائلات المقيمة في المنطقة، إلى جانب ممثلي الجمعيات المختلفة والإطار التربوي التونسي العامل في الدائرة القنصلية.
تخلل هذا الحدث البارز أجواء احتفالية تعكس روح الوحدة والانتماء الوطني، حيث تبادل الحاضرون النقاشات والحوارات حول القضايا المشتركة التي تهم الجالية التونسية في فرنسا. كما كان الإفطار فرصة لاستحضار قيم النضال والاستقلال التي سطرتها تونس على مدار تاريخها، وذكرى التضحيات التي قدمها الشعب التونسي لتحقيق استقلاله في 20 مارس 1956.
افتتح الحفل بكلمة ترحيبية ألقاها القنصل العام للجمهورية التونسية في ستراسبورغ، حيث أثنى على الحضور وعلى دور الجالية التونسية في الحفاظ على الهوية التونسية وفي نقل قيمها وتراثها للأجيال الصاعدة. وأكد القنصل على أهمية هذه اللقاءات في تعزيز الروابط الاجتماعية والإنسانية بين أفراد الجالية، وإبراز التلاحم والتآزر الذي يميز الشعب التونسي حتى في بلاد الغربة.
كما أعرب الحاضرون عن سعادتهم بالمشاركة في هذه المناسبة، وأشادوا بدور القنصلية في تنظيم مثل هذه الأنشطة التي تعزز روح الانتماء للوطن الأم، وتجعل الجالية تعيش لحظات من الفخر الوطني في أجواء رمضانية تجمع بين الدين والوطن. وقد عبر عدد من الحضور عن اعتزازهم بالمشاركة في هذا الإفطار الذي لم يكن مجرد تجمع عادي، بل كان لقاءً لاستحضار القيم الوطنية التونسية، وتعزيز الشعور بالانتماء.
وشدد الحاضرون على أهمية استمرار تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تُبقي الجالية على تواصل مع الوطن وتعمق الروابط بينها وبين بلدها الأم. كما كانت المناسبة فرصة لتكريم بعض الكفاءات التونسية المتميزة التي حققت إنجازات في مجالات متعددة، سواء في فرنسا أو على المستوى الدولي.
في نهاية الحفل، تم تقديم دعاء جماعي لتونس، راجين أن يديم الله عليها نعمة الأمن والاستقرار، وأن يوفقها في مسيرتها نحو مزيد من التقدم والازدهار.
كانت هذه الأمسية الرمضانية بمثابة تجسيد حي للعلاقة الوثيقة بين أفراد الجالية التونسية وقنصليتهم، ودليلًا على أن روح عيد الاستقلال تظل حية في قلوب التونسيين أينما كانوا. كل عام وتونس بألف خير، وعاشت تونس حرة ومستقلة، رافعة لراية العزة والكرامة.
يسري تليلي