“نادين عبدية: رحلة امرأة تونسية نحو التأثير والريادة في إيطاليا”

حوار جيلاني فيتوري

في حوار مع نادين عبدية، الناشطة التونسية المهاجرة في إيطاليا، يتبين لنا كيف تمكنت هذه المرأة الاستثنائية من تكريس نفسها كمثال حي للمرأة التونسية الناجحة في الخارج. فبفضل شغفها وحبها لوطنها، استطاعت نادين أن تبرز ليس فقط على الصعيد الثقافي والاجتماعي، ولكن أيضًا على الصعيد الأكاديمي والمهني.

كيف بدأ مشوارك في الحياة العامة في إيطاليا؟

نادين عبدية: “بدأت مشواري في إيطاليا بعد أن قررت أن أكون جزءًا من المجتمع الإيطالي وأن أساهم في بناء جسور من التواصل بين الجالية التونسية والمجتمع المحلي. في البداية، كان لديّ رغبة قوية في تقديم المساعدة للمهاجرين والمجتمع بشكل عام، وقد كان انتخابي في بلدية بالارمو نقطة تحول حاسمة بالنسبة لي. منذ 2013، أصبحت جزءًا من ‘Consulta delle Culture’ حيث توليت مسؤولية الثقافة، وهو منصب كان يمثل تحديًا لي ولكنه أيضًا أتاح لي الفرصة للعمل على مشروعات تعزز التعددية الثقافية والتفاهم بين الثقافات.”

هل كان هناك صعوبة في التوفيق بين العمل الثقافي والمهني؟

نادين عبدية: “بالطبع كان هناك تحديات. الجمع بين الحياة المهنية والعمل في الجمعيات والمسؤوليات الثقافية كان يتطلب مني جهدًا إضافيًا. لكنني دائمًا ما كنت أؤمن أن التوازن بين العمل والخدمة المجتمعية هو السبيل لتطوير الذات والمساهمة في تحقيق التغيير الإيجابي. فقد حصلت على عدة شهادات أكاديمية مثل شهادة في علم النفس الجنائي، وشهادة في اللغات، ودراسات في الهجرة، وهو ما عزز من قدرتي على التفاعل بشكل أكثر فاعلية مع التحديات التي نواجهها كجالية مهاجرة.”

كيف كانت تجربتك مع الهجرة والمهاجرين في إيطاليا؟

نادين عبدية: “الهجرة هي جزء من قصتي الشخصية، ولكنني أيضًا شعرت أنني يجب أن أكون صوتًا للمهاجرين في إيطاليا. سواء كان ذلك من خلال وكالة الأعمال التي أملكها والتي تقدم استشارات قانونية ومالية للمهاجرين، أو من خلال عملي في النقابات والجمعيات التي تدافع عن حقوق المهاجرين، كنت دائمًا أؤمن أن المهاجرين هم جزء أساسي من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في إيطاليا. وأعتقد أن وجودنا هنا يجب أن يُحتفل به ويتم فهمه بشكل أفضل من قبل المجتمع الإيطالي.”

بعد كل هذه النجاحات، كيف ترى دور المرأة التونسية في المهجر؟

نادين عبدية: “المرأة التونسية في المهجر تمثل مثالًا للقوة والعزيمة. لقد أثبتت المرأة التونسية في الخارج أنها قادرة على تقديم قيمة مضافة للمجتمع من خلال عملها في مختلف المجالات. من خلال تجربتي، استطعت أن أكون نموذجًا للمرأة التي تنجح في التوفيق بين حياتها المهنية والعائلية وتُعلي من قيمة الوطن وتُساهم في تنميته. أعتقد أنه يجب دعم النساء التونسيات في المهجر وتوفير المنصات لهن للمشاركة في صنع القرار والمساهمة في مختلف القطاعات.”

ما هي رؤيتك المستقبلية لمواصلة دعم العلاقات بين تونس وإيطاليا؟

نادين عبدية: “المستقبل بالنسبة لي هو في تعزيز هذه العلاقات بين البلدين، خصوصًا من خلال برامج الهجرة والتعليم والتبادل الثقافي. أرى أن وجود الجيل الثاني والثالث من التونسيين في إيطاليا يمثل فرصة كبيرة لبناء جسور متينة بين البلدين. نحن بحاجة إلى تعزيز مشاركة هؤلاء الشباب في الحياة العامة والمجتمعية. كما يجب أن تستمر التعاونات بين الجمعيات التونسية والإيطالية من أجل تسهيل عملية الاندماج وتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية.”

ما الذي تحلمين بتحقيقه في المستقبل؟

نادين عبدية: “أحلم بأن أتمكن من توسيع نطاق تأثيري في مجالات الهجرة والتنمية الاجتماعية وأن أساهم في خلق مجتمع أكثر شمولية وتعددًا في إيطاليا، حيث يتم تقدير التنوع الثقافي والمساواة بين الجميع. كما أتمنى أن تكون تجربتي مصدر إلهام لأجيال جديدة من التونسيين في الخارج، ليؤمنوا بأنهم قادرون على تحقيق أي شيء إذا آمنوا بأنفسهم.”

كيف يمكنكِ التوفيق بين كل هذه المناصب الجمعياتية المتعددة، وما هو الدور الذي تلعبينه في كل منظمة أو جمعية تشرفين عليها؟

نادين عبدية: “التنظيم والتنسيق هو المفتاح. لكل منظمة أو جمعية دورها الخاص والمهم في خدمة الجالية التونسية والمهاجرين بشكل عام، لكن ما يجمع هذه المناصب كلها هو نفس الهدف: دعم وتمكين المجتمع المهاجر. في جامعة العمال التونسيين بالخارج في إيطاليا (FTTE)، أنا مسؤولة عن التنسيق بين العمال التونسيين في مختلف المناطق الإيطالية وتعزيز حقوقهم العمالية والاجتماعية. أما في منظمة CO-MAI، فأنا أركز على تعزيز دور الشباب والأجيال الجديدة في المجتمع الإيطالي، حيث نقوم بتدريبهم على القيادة والمشاركة المدنية، وضمان صوتهم في اتخاذ القرارات.

أما في رابطة جمعيات التونسيين في إيطاليا، فدوري كنائبة رئيس يعنى بالتعاون بين الجمعيات المختلفة وتوحيد الجهود لخدمة المجتمع التونسي في إيطاليا، بالإضافة إلى تعزيز التواصل مع السلطات المحلية. في جمعيتي “عليسة – Didone” و”النور – Al Nur -Aps”، أعمل على تعزيز الوعي الاجتماعي والخدمات التي نقدمها للأعضاء، مثل الدعم النفسي والاجتماعي والمساعدة القانونية.

في النهاية، كل هذه المناصب متشابكة وكل واحد منها يمثل جزءًا من التزامي المستمر بدعم المهاجرين وتعزيز الروابط بين تونس والمجتمعات التي نعيش فيها. وكلما زاد التفاعل بين هذه الجمعيات والمجتمع الإيطالي، زادت فرصنا لتحقيق التكامل والتأثير الإيجابي.”

نجد أن نادين عبدية هي نموذج يحتذى به للمرأة التونسية الناجحة التي تنجح في بناء جسور بين الثقافات وتُساهم في تحسين ظروف المهاجرين، وتُظهر كيف يمكن للعمل الجاد والمثابرة أن يغير الحياة ويساهم في بناء مجتمعات أقوى.

في حوار غير مباشر مع نادين عبدية، الناشطة التونسية المهاجرة في إيطاليا، يتبين لنا كيف تمكنت هذه المرأة الاستثنائية من تكريس نفسها كمثال حي للمرأة التونسية الناجحة في الخارج. فبفضل شغفها وحبها لوطنها، استطاعت نادين أن تبرز ليس فقط على الصعيد الثقافي والاجتماعي، ولكن أيضًا على الصعيد الأكاديمي والمهني.

كيف بدأ مشوارك في الحياة العامة في إيطاليا؟

نادين عبدية: “بدأت مشواري في إيطاليا بعد أن قررت أن أكون جزءًا من المجتمع الإيطالي وأن أساهم في بناء جسور من التواصل بين الجالية التونسية والمجتمع المحلي. في البداية، كان لديّ رغبة قوية في تقديم المساعدة للمهاجرين والمجتمع بشكل عام، وقد كان انتخابي في بلدية بالارمو نقطة تحول حاسمة بالنسبة لي. منذ 2013، أصبحت جزءًا من ‘Consulta delle Culture’ حيث توليت مسؤولية الثقافة، وهو منصب كان يمثل تحديًا لي ولكنه أيضًا أتاح لي الفرصة للعمل على مشروعات تعزز التعددية الثقافية والتفاهم بين الثقافات.”

هل كان هناك صعوبة في التوفيق بين العمل الثقافي والمهني؟

نادين عبدية: “بالطبع كان هناك تحديات. الجمع بين الحياة المهنية والعمل في الجمعيات والمسؤوليات الثقافية كان يتطلب مني جهدًا إضافيًا. لكنني دائمًا ما كنت أؤمن أن التوازن بين العمل والخدمة المجتمعية هو السبيل لتطوير الذات والمساهمة في تحقيق التغيير الإيجابي. فقد حصلت على عدة شهادات أكاديمية مثل شهادة في علم النفس الجنائي، وشهادة في اللغات، ودراسات في الهجرة، وهو ما عزز من قدرتي على التفاعل بشكل أكثر فاعلية مع التحديات التي نواجهها كجالية مهاجرة.”

كيف كانت تجربتك مع الهجرة والمهاجرين في إيطاليا؟

نادين عبدية: “الهجرة هي جزء من قصتي الشخصية، ولكنني أيضًا شعرت أنني يجب أن أكون صوتًا للمهاجرين في إيطاليا. سواء كان ذلك من خلال وكالة الأعمال التي أملكها والتي تقدم استشارات قانونية ومالية للمهاجرين، أو من خلال عملي في النقابات والجمعيات التي تدافع عن حقوق المهاجرين، كنت دائمًا أؤمن أن المهاجرين هم جزء أساسي من النسيج الاجتماعي والاقتصادي في إيطاليا. وأعتقد أن وجودنا هنا يجب أن يُحتفل به ويتم فهمه بشكل أفضل من قبل المجتمع الإيطالي.”

بعد كل هذه النجاحات، كيف ترى دور المرأة التونسية في المهجر؟

نادين عبدية: “المرأة التونسية في المهجر تمثل مثالًا للقوة والعزيمة. لقد أثبتت المرأة التونسية في الخارج أنها قادرة على تقديم قيمة مضافة للمجتمع من خلال عملها في مختلف المجالات. من خلال تجربتي، استطعت أن أكون نموذجًا للمرأة التي تنجح في التوفيق بين حياتها المهنية والعائلية وتُعلي من قيمة الوطن وتُساهم في تنميته. أعتقد أنه يجب دعم النساء التونسيات في المهجر وتوفير المنصات لهن للمشاركة في صنع القرار والمساهمة في مختلف القطاعات.”

ما هي رؤيتك المستقبلية لمواصلة دعم العلاقات بين تونس وإيطاليا؟

نادين عبدية: “المستقبل بالنسبة لي هو في تعزيز هذه العلاقات بين البلدين، خصوصًا من خلال برامج الهجرة والتعليم والتبادل الثقافي. أرى أن وجود الجيل الثاني والثالث من التونسيين في إيطاليا يمثل فرصة كبيرة لبناء جسور متينة بين البلدين. نحن بحاجة إلى تعزيز مشاركة هؤلاء الشباب في الحياة العامة والمجتمعية. كما يجب أن تستمر التعاونات بين الجمعيات التونسية والإيطالية من أجل تسهيل عملية الاندماج وتعزيز الروابط الثقافية والاقتصادية.”

ما الذي تحلمين بتحقيقه في المستقبل؟

نادين عبدية: “أحلم بأن أتمكن من توسيع نطاق تأثيري في مجالات الهجرة والتنمية الاجتماعية وأن أساهم في خلق مجتمع أكثر شمولية وتعددًا في إيطاليا، حيث يتم تقدير التنوع الثقافي والمساواة بين الجميع. كما أتمنى أن تكون تجربتي مصدر إلهام لأجيال جديدة من التونسيين في الخارج، ليؤمنوا بأنهم قادرون على تحقيق أي شيء إذا آمنوا بأنفسهم.”

كيف يمكنكِ التوفيق بين كل هذه المناصب الجمعياتية المتعددة، وما هو الدور الذي تلعبينه في كل منظمة أو جمعية تشرفين عليها؟

نادين عبدية: “التنظيم والتنسيق هو المفتاح. لكل منظمة أو جمعية دورها الخاص والمهم في خدمة الجالية التونسية والمهاجرين بشكل عام، لكن ما يجمع هذه المناصب كلها هو نفس الهدف: دعم وتمكين المجتمع المهاجر. في جامعة العمال التونسيين بالخارج في إيطاليا (FTTE)، أنا مسؤولة عن التنسيق بين العمال التونسيين في مختلف المناطق الإيطالية وتعزيز حقوقهم العمالية والاجتماعية. أما في منظمة CO-MAI، فأنا أركز على تعزيز دور الشباب والأجيال الجديدة في المجتمع الإيطالي، حيث نقوم بتدريبهم على القيادة والمشاركة المدنية، وضمان صوتهم في اتخاذ القرارات.

أما في رابطة جمعيات التونسيين في إيطاليا، فدوري كنائبة رئيس يعنى بالتعاون بين الجمعيات المختلفة وتوحيد الجهود لخدمة المجتمع التونسي في إيطاليا، بالإضافة إلى تعزيز التواصل مع السلطات المحلية. في جمعيتي “عليسة – Didone” و”النور – Al Nur -Aps”، أعمل على تعزيز الوعي الاجتماعي والخدمات التي نقدمها للأعضاء، مثل الدعم النفسي والاجتماعي والمساعدة القانونية.

في النهاية، كل هذه المناصب متشابكة وكل واحد منها يمثل جزءًا من التزامي المستمر بدعم المهاجرين وتعزيز الروابط بين تونس والمجتمعات التي نعيش فيها. وكلما زاد التفاعل بين هذه الجمعيات والمجتمع الإيطالي، زادت فرصنا لتحقيق التكامل والتأثير الإيجابي.”

نجد أن نادين عبدية هي نموذج يحتذى به للمرأة التونسية الناجحة التي تنجح في بناء جسور بين الثقافات وتُساهم في تحسين ظروف المهاجرين، وتُظهر كيف يمكن للعمل الجاد والمثابرة أن يغير الحياة ويساهم في بناء مجتمعات أقوى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى