
في خطوة لتعزيز الحوار بين الأديان والتفاعل الثقافي والاقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط، استقبلت القنصلية العامة للجمهورية التونسية بمرسيليا اليوم، 11 مارس 2025، الأب “ألكسيس ليبرو”، كاهن رعية “نوتردام دومنت” والمسؤول عن العلاقات المتوسطية بأبرشية مرسيليا. وكان الأب مرفوقًا بالسكرتير الخاص لكبير أساقفة مرسيليا السيد “جون مارك افلين”. اللقاء تركز على مناقشة مبادرة MED25، وهي تظاهرة ثقافية واجتماعية تسعى إلى جمع أكثر من 200 شاب من دول البحر المتوسط في رحلة بحرية تمتد على مدار 8 أشهر.
هذه الرحلة، التي ستشمل زيارة العديد من الموانئ المهمة في البحر الأبيض المتوسط، من بينها ميناء بنزرت في تونس، تهدف إلى تدعيم حرية التنقل للشباب سواء كانوا طلبة أو مهنيين. كما تسعى إلى تعزيز التفاعل مع المحيط الاجتماعي والاقتصادي عبر أنشطة وفعاليات ستقام في كل ميناء يتم زيارته. وتهدف هذه الفعاليات إلى تحفيز الشباب على البحث في القضايا المشتركة بين بلدانهم، وصياغة قصص جديدة تستند إلى التاريخ المشترك والتحديات الراهنة.
من بين القضايا التي سيتناولها المشاركون في المبادرة هي التغيرات المناخية، حيث يسعون إلى مناقشة الحلول الممكنة للحد من آثار هذه الظاهرة التي تؤثر على الدول المتوسطية. كما ستركز المبادرة على قضايا الهجرة، والتي تشكل تحديًا كبيرًا للمنطقة. سيتبادل المشاركون في الرحلة الخبرات حول كيفية التعامل مع هذه القضايا، مما يعزز التفاهم والتعاون بين الشباب من خلفيات ثقافية ودينية مختلفة.
وستكون مبادرة MED25 فرصة للتأكيد على أهمية الحوار بين الأديان، حيث سيتم إشراك ممثلين عن مختلف الأديان في هذه الرحلة لتعزيز قيم التعايش والتفاهم المشترك. ويأمل المنظمون أن تسهم هذه التجربة في خلق قنوات جديدة للحوار والتعاون بين شباب الدول المتوسطية، مما يساعد في بناء مستقبل أكثر تماسكًا واستقرارًا لهذه المنطقة الحيوية من العالم.
هذه الرحلة، التي تمثل جسراً بين الثقافات والديانات، تسعى إلى تحقيق فهم أعمق بين شعوب البحر الأبيض المتوسط من خلال الحوار المشترك والعمل الجماعي على مواجهة التحديات المشتركة.
يسري تليلي