
كتب جيلاني فيتوري
أهلا وسهلا بك سيد كريم، بداية، حدّثنا عن بداياتك في تونس قبل الهجرة إلى إيطاليا.
كريم الساحلي: شكرًا على الاستضافة. قبل أن أهاجر إلى إيطاليا، كنت فنانا محترفا في تونس و ناشطا في المجال الفني كمتعهد حفلات. تعاملت مع فنانين كبار ، وكنت انظم الحفلات والسهرات الفنية في مختلف أنحاء تونس.
ما الذي دفعك إلى الهجرة؟ هل كانت لديك نية مسبقة لمواصلة العمل في المجال الفني؟
كريم الساحلي: الهجرة كانت خطوة طبيعية بالنسبة لي، بحثًا عن فرص جديدة. لم يكن في ذهني أن أواصل في نفس المجال، لكن بمجرد وصولي إلى إيطاليا، لاحظت أن الجالية التونسية تحتاج لمساحات فنية وثقافية تجمعها، فقررت استغلال خبرتي السابقة لإنشاء نشاطات فنية وثقافية خاصة بها.
كيف كانت البداية في إيطاليا؟ هل وجدت صعوبة في تنظيم أولى الحفلات؟
كريم الساحلي: طبعًا، البدايات لم تكن سهلة. الإجراءات القانونية، إيجاد التمويل، ثم إقناع الجالية بالمشاركة، كلها تحديات صعبة. لكنني اعتمدت على خبرتي السابقة وعلى شبكة علاقاتي، ونجحت في تنظيم أولى السهرات، التي لاقت إقبالًا كبيرًا. ومن هناك، بدأت الأمور تتطور تدريجيًا.
إلى جانب عملك في تنظيم الحفلات، أسست جمعية “فن وثقافة إيطاليا تونس”، حدثنا عن أهدافها ودورها.
كريم الساحلي: صحيح، أسست الجمعية لأنني كنت أؤمن بأن الفن والثقافة هما جسر يربط المهاجرين بوطنهم. الجمعية لا تقتصر فقط على تنظيم الحفلات، بل تهتم أيضًا بتنظيم معارض، ندوات، وحتى ورشات عمل فنية وثقافية. هدفنا هو الحفاظ على الهوية التونسية في المهجر وإعطاء المبدعين التونسيين فرصة للظهور في أوروبا

هل هناك فنانين تونسيين ساهمت الجمعية في تقديمهم للجمهور في إيطاليا؟
كريم الساحلي: نعم، الجمعية كانت دائمًا منفتحة على استضافة الفنانين التونسيين الكبار، لكنها أيضًا دعمت المواهب الشابة. استضفنا عدة فنانين في مجالات مختلفة.
كيف ترى تفاعل الجالية التونسية مع هذه الأنشطة؟
كريم الساحلي: بصراحة، التفاعل كان إيجابيًا جدًا. الجالية تبحث دائمًا عن شيء يربطها بالوطن، والحفلات والمهرجانات التي ننظمها أصبحت موعدًا ثابتًا ينتظره الكثيرون. هناك حنين كبير للثقافة التونسية، وهذا ما يجعل عملنا مهمًا.
ما هي مشاريعك المستقبلية؟
كريم الساحلي: نطمح إلى توسيع أنشطتنا لتشمل دولًا أوروبية أخرى فيها جالية تونسية كبيرة، كما أننا نعمل على تنظيم مهرجان سنوي يجمع مختلف الفنون التونسية .


إلى جانب تنظيم الحفلات، أنت أيضًا رجل أعمال ناجح في مجال المنحوتات. كيف بدأت رحلتك في هذا المجال؟
كريم الساحلي: بدايتي في عالم المنحوتات جاءت من شغفي بالفن. كنت دائمًا معجبًا بالأعمال الحرفية التقليدية التونسية، وعندما استقريت في إيطاليا، لاحظت اهتمامًا كبيرًا بالأعمال الفنية ذات الطابع العربي والمتوسطي. فقررت الاستثمار في هذا المجال من خلال إنشاء ورشات إنتاج وتسويق للمنحوتات ذات الطابع التونسي الأصيل.
هل تعتمد في عملك على الإنتاج اليدوي، أم أنك تستخدم تقنيات حديثة في صناعة المنحوتات؟
كريم الساحلي: نحاول المزج بين الاثنين. نحتفظ بالطابع التقليدي واليدوي الذي يعطي للقطع قيمتها الفنية، لكننا نستخدم أيضًا تقنيات حديثة في التصنيع والتصميم، خاصة فيما يتعلق بإنتاج كميات كبيرة لتلبية الطلبات العالمية.
كيف تمكنت من بناء علامتك التجارية في إيطاليا؟ وما الذي يميز منتجاتك عن غيرها؟
كريم الساحلي: النجاح في ريادة الأعمال يتطلب رؤية واضحة وصبرًا طويلًا. ركزت على الجودة والتميز، وحاولت أن أقدم منتجًا يحمل روح تونس لكن بجودة تنافس المنتجات العالمية. كما أنني حرصت على المشاركة في معارض فنية دولية، مما ساعدني في التعريف بعلامتي التجارية وتوسيع شبكة عملائي.
ما هي أكبر التحديات التي واجهتها كرائد أعمال تونسي في إيطاليا
كريم الساحلي: التحديات كثيرة، أولها الصعوبات الإدارية والقانونية، خاصة في بداية التأسيس. هناك أيضًا المنافسة القوية في السوق الأوروبية، حيث يجب أن تكون دائمًا متجددًا ومبتكرًا حتى تتمكن من الحفاظ على مكانتك.
ما هي النصيحة التي تقدمها لرواد الأعمال التونسيين الراغبين في الاستثمار بالخارج؟
كريم الساحلي: أهم شيء هو الإيمان بالفكرة والصبر على التحديات. النجاح في الخارج ليس سهلًا، لكنه ممكن لمن يملك الشغف والإرادة. كما أنني أنصحهم ببناء شبكة علاقات قوية، لأنها عامل أساسي في تطوير أي مشروع.
ما هي طموحاتك المستقبلية في هذا المجال؟
كريم الساحلي: أطمح إلى توسيع نشاطي ليشمل أسواقًا جديدة في أوروبا وآسيا، كما أعمل على تطوير منصة إلكترونية لبيع المنحوتات والحرف التونسية للعالم أجمع.
شكراً لك سيد كريم، ونتمنى لك مزيدًا من النجاح في مسيرتك.
كريم الساحلي: شكرًا لكم، وإن شاء الله يكون لنا لقاءات أخرى في مشاريع جديدة!