جوائز الأوسكار الـ97: “أنورا” يسطع في سماء هوليوود مع مفاجآت سياسية وعاطفية

هوليوود

في ليلة ساحرة على مسرح دولبي في هوليوود، انطلقت فعاليات حفل توزيع جوائز الأوسكار في نسخته الـ97، التي جلبت معها لحظات تاريخية وجوائز مفاجئة أثرت في الأوساط الفنية والجماهير. الافتتاح كان مليئًا بالطاقة حيث قدمت أريانا غراندي وسينتيا إريفو أداءً رائعًا في افتتاح الحفل، مما أضفى لمسة موسيقية خاصة على الأجواء.

لكن الحفل لم يخلو من مفاجآت سياسية واجتماعية، حيث دخل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى الحفل مع فوز فيلم “نو آذر لاند” بجائزة أفضل فيلم وثائقي، الذي يعالج قضية الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، مما أعطى الحدث طابعًا مؤثرًا خارج حدود الفن.

فيلم “أنورا” يتصدر الجوائز

من بين الأفلام التي نالت صدى واسعًا في الحفل، برز فيلم “أنورا” بشكل استثنائي، حيث نال خمس جوائز أوسكار، بينها جائزة أفضل فيلم، وأفضل ممثلة لمايكي ماديسون. يعتبر الفيلم بمثابة قصة معاصرة لأسطورة سندريلا، حيث يدور حول راقصة تعرٍ من نيويورك تتزوج من ابن أحد الأثرياء الروس، ثم تواجه تحديات بسبب الانقسام الطبقي.

إلى جانب جائزة أفضل ممثلة، نال “أنورا” جوائز أخرى منها أفضل سيناريو، أفضل مخرج، وأفضل مونتاج. وقد عبّر شون بيكر، مخرج الفيلم، عن شكره لأكاديمية الأوسكار على تكريم فيلمه المستقل ذو الميزانية المحدودة، مشيرًا إلى أهمية تقديم قصص تحرك الجمهور.

خروج مخيب لـ “إميليا بيريز”

على الرغم من الترشيحات الكثيرة لفيلم “إميليا بيريز”، الذي كان من المتوقع أن يحقق نتائج جيدة، إلا أنه لم يتمكن من استعادة النجاح الذي حققه في مهرجان كان. فقد حصل الفيلم على جائزتين فقط، رغم ترشحه لعدد قياسي من الجوائز. الجدل الذي أثاره الفيلم بسبب فضيحة تتعلق بتغريدات عنصرية من بطلة الفيلم كارلا صوفيا غاسكون أثر بشكل سلبي على فرصه في الفوز بمزيد من الجوائز.

أدريان برودي يعود للتتويج

من أبرز لحظات الحفل كان فوز الممثل أدريان برودي بجائزة أفضل ممثل عن فيلمه “ذي بروتاليست”، ليحقق بذلك التتويج الثاني له بعد 22 عامًا من فوزه الأول عن فيلم “ذي بيانيست”. وفي كلمة مؤثرة، استغل برودي فوزه لتوجيه رسالة سياسية، حيث أكد على ضرورة مكافحة الكراهية في ظل الأوضاع السياسية الراهنة.

الفوز بجوائز أخرى

أما في فئة الأفلام الدولية، ففاز الفيلم البرازيلي “آيم ستيل هير” بجائزة أفضل فيلم دولي، متفوقًا على “إميليا بيريز” والفيلم المكسيكي “كونكلايف”. كما فاز فيلم “فلو” اللاتفي بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة، بينما نال “ذي سبستنس” جائزة أفضل ماكياج عن التحول المذهل لشخصية ديمي مور.

أجواء هادئة مقارنة بالأعوام السابقة

على الرغم من بعض المواقف السياسية التي ظهرت خلال الحفل، مثل كلمات أدريان برودي وزوي سالدانيا، إلا أن الأمسية كانت أقل إثارة للجدل مقارنة بحفل الأوسكار لعام 2017 الذي شهد تأجيجًا سياسيًا شديدًا بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب. فقد تجنب مقدم الحفل، الممثل الكوميدي كونان أوبراين، التطرق إلى المواضيع السياسية، مما جعل الجو العام أكثر هدوءًا واحترافية.

ختامًا، يمكن القول أن جوائز الأوسكار لهذا العام كانت مليئة بالمفاجآت، بدءًا من تألق فيلم “أنورا” إلى القضايا الاجتماعية والسياسية التي أثرت في الدورة الـ97 من هذا الحدث العالمي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى