
توفي صباح اليوم الجمعة 28 فبراير 2024، نور الدين حشاد، نجل الزعيم الوطني الراحل فرحات حشاد، عن عمر يناهز 80 سنة، وفق ما أعلنته ابنته عبر حسابها الشخصي على موقع فيسبوك. سيتم تشييع جثمان الفقيد يوم غد السبت في جزيرة قرقنة، مسقط رأسه.
حياة مليئة بالعطاء والإرث الوطني
نور الدين حشاد وُلد في 22 يوليو 1944 في مدينة صفاقس، وهو الابن الأكبر للزعيم الراحل فرحات حشاد الذي اغتيل في 5 ديسمبر 1952 على يد المخابرات الاستعمارية الفرنسية. لم يكن نور الدين قد بلغ الثامنة من عمره عندما فقد والده، ما جعله يتحمل مسؤولية رعاية أسرته وتربية إخوته، وهو ما قام به بكل إخلاص، بينما رفضت العائلة قبول أي تعويضات أو مساعدات من أي جهة.
مسار أكاديمي وحياتي متميز
حصل نور الدين حشاد على شهادة الباكالوريا وواصل دراسته الجامعية في باريس، حيث تخصص في التاريخ واقتصاد السياحة. ورغم صغر سنه، كان له دور بارز في السياسة والمجتمع التونسي، حيث شغل عدة مناصب هامة على مدار حياته.
المسؤوليات السياسية والدبلوماسية
عمل نور الدين حشاد في عدة مسؤوليات في الدولة التونسية، حيث شغل منصب والي المهدية، وكان نائباً في مجلس الأمة، ووزيراً للشغل. كما شغل مناصب دبلوماسية مرموقة، منها سفير تونس لدى بلجيكا والاتحاد الأوروبي والجزائر، وسفير تونس لدى الأمم المتحدة في جنيف، وأمين عام مساعد لجامعة الدول العربية. وقد تم تكريمه لخدماته الكبيرة في مجال الدبلوماسية والشؤون العربية والدولية.
البحث عن الحقيقة: رحلة البحث عن قاتل والده
كرّس نور الدين حشاد جزءًا كبيرًا من حياته للكشف عن حقيقة اغتيال والده، فرحات حشاد، ووقف ضد محاولات التعتيم على الجريمة التي ارتكبتها السلطات الاستعمارية الفرنسية. وقام بالبحث في الأرشيفات الفرنسية والتونسية والأمريكية، وجمع حوالي 5000 وثيقة هامة حول حياة والده ونضاله الوطني.
في عام 2005، أسس الجمعية التونسية للدراسات التاريخية والبحوث الاجتماعية بهدف تعزيز الوعي بتاريخ الحركات الاجتماعية والتراث النضالي لفرحات حشاد. وفي عام 2012، أسس “مؤسسة فرحات حشاد” التي تعمل على تنظيم وثائق والدته وترتيبها، بالإضافة إلى تأسيس جائزة “فرحات حشاد للكرامة” التي تُمنح سنويًا تكريماً للأشخاص الذين يساهمون في تعزيز القيم الإنسانية.
إرث خالد وأثر عميق
رحل نور الدين حشاد اليوم، لكن إرثه سيظل حياً من خلال أعماله وجهوده المستمرة للكشف عن الحقيقة وتعزيز الذاكرة التاريخية لشعبه. كان حاد الذكاء، عميق الثقافة، وملتزماً بقيم العدالة والمساواة، ما جعل من حياته رحلة من العطاء في سبيل وطنه.
خالص التعازي لعائلته وذويه
نعبر عن خالص تعازينا لعائلة الفقيد وذويه، راجين من الله أن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهمهم الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون