
قضت المحكمة الفرنسية مؤخرًا بالسجن المؤبد غير القابل للتخفيف على إبراهيم عويساوي، التونسي البالغ من العمر 25 عامًا، وذلك بعد إدانته بقتل ثلاثة أشخاص في كاتدرائية نوتردام في مدينة نيس، جنوب شرق فرنسا، في عام 2020. هذا الحكم يمثل أقصى العقوبات في النظام القضائي الفرنسي، وهو أمر نادر في قضايا الإرهاب.
تفاصيل الجريمة وأسبابها
في 29 أكتوبر 2020، اقتحم إبراهيم عويساوي الكاتدرائية المرموقة في نيس، حيث قام بقتل ثلاث ضحايا بوحشية. الضحية الأولى كانت نادين فنسان، سيدة في الستين من عمرها، التي تم ذبحها بشكل مروع. أما الضحية الثانية، سيمون باريتو سيلفا، الفرنسية-البرازيلية البالغة من العمر 44 عامًا، فقد تلقت 25 طعنة قبل أن تفارق الحياة متأثرة بجروحها. بينما الضحية الثالثة كان الأب فنسان لوكيس (55 عامًا)، وهو كاهن الكنيسة وأب لابنتين، الذي تم ذبحه أيضًا.
خلال محاكمته، برر عويساوي جريمته قائلاً إنها كانت “حقًا” له في الانتقام للمسلمين الذين يُقتلون يوميًا على يد الغرب. كما أشار إلى أن فعله لم يكن إرهابًا، بل رد فعل على القتل المزعوم للمسلمين حول العالم.
التحقيقات وردود الفعل القانونية
المدعون العامون في محكمة مكافحة الإرهاب وصفوا عويساوي بأنه “حبيس تعصبه الشمولي والهمجي”، مؤكدين خطورته الشديدة بسبب تعاطفه مع الأيديولوجيات الجهادية. وتحدثت القاضية في المحكمة عن ضرورة أن تتناسب العقوبة مع “وحشية” الفعل، وهو ما كان دافعًا وراء الحكم بالسجن المؤبد غير القابل للتخفيف.
ورغم محاولات محاميه للحد من وطأة دفاعه، لم يُقبل أي تبرير في المحكمة. عويساوي أيضًا لم يتوانَ عن إظهار تمسكه بعقيدته الجهادية، حتى عندما طلب منه محاميه التزام الصمت أثناء المحاكمة.
حكم السجن المؤبد: خطوة نحو العدالة أم مجرد رد فعل؟
في قضايا الإرهاب، يُعتبر الحكم بالسجن المؤبد غير القابل للتخفيف خطوة هامة نحو تحقيق العدالة للضحايا. هذه العقوبة تُظهر إصرار النظام القضائي الفرنسي على التعامل بحزم مع الهجمات الإرهابية، التي تهدد الأمن الوطني وتثير الفتن في المجتمع. ومع ذلك، يظل السؤال قائمًا حول فعالية هذا النوع من العقوبات في منع المزيد من الهجمات المتطرفة في المستقبل.
خاتمة
حكم السجن المؤبد غير القابل للتخفيف بحق إبراهيم عويساوي يمثل فصلًا مهمًا في تاريخ العدالة الفرنسية في قضايا الإرهاب. ولكن، تظل هذه الحوادث تطرح تساؤلات حول كيفية التصدي للأيديولوجيات المتطرفة في المجتمعات الغربية. القضية تبرز التحديات المستمرة في محاربة الإرهاب وتفكيك الفكر المتطرف، وهو ما يتطلب جهدًا دوليًا متكاملًا لضمان الأمن والاستقرار.