
انعقدت صباح اليوم الثلاثاء، جلسة عمل هامة بمقر ديوان الإفتاء، حيث قدم رئيس مصلحة علم الفلك بالمعهد الوطني للرصد الجوي، ياسين زروقي، تقريرًا مفصلاً إلى سماحة الشيخ هشام بن محمود، مفتي الجمهورية التونسية، حول المعطيات الفلكية الخاصة برصد هلال شهر رمضان المعظم لعام 1446 هجري.
وتأتي هذه الجلسة في إطار التنسيق المستمر بين ديوان الإفتاء والمعهد الوطني للرصد الجوي بهدف تحديد بداية شهر رمضان بشكل دقيق استنادًا إلى المعطيات العلمية والفلكية. وفي هذا السياق، تم بحث كافة التفاصيل المتعلقة بكيفية رصد الهلال ومتى يمكن التأكد من دخول الشهر الكريم.
وأكّد المعهد الوطني للرصد الجوي أن ديوان الإفتاء هو الجهة الرسمية الوحيدة المخولة بإعلان دخول الأشهر القمرية على مدار العام الهجري. وعلى الرغم من التطور الكبير في أدوات الرصد الفلكي، يظل الإعلان الرسمي عن بداية شهر رمضان أو أي شهر هجري آخر من صلاحيات ديوان الإفتاء، الذي يعتمد في قراراته على البيانات الفلكية المقدمة من المعهد الوطني للرصد الجوي.
هذه الشراكة بين المعهد وديوان الإفتاء تعكس مدى أهمية التنسيق بين مختلف المؤسسات في البلاد لضمان دقة تحديد مواعيد الأشهر الهجرية، مما يسهم في تنظيم الحياة الدينية للمسلمين في تونس. إضافة إلى ذلك، يشير هذا التنسيق إلى أهمية دور المعهد الوطني للرصد الجوي في توفير معلومات علمية دقيقة، ما يساعد في اتخاذ قرارات رسمية تعتمد على أسس علمية مدروسة.
ورغم أنه قد توجد تقاليد دينية في بعض البلدان تعتمد على رؤية العين المجردة للهلال، إلا أن المعطيات الفلكية الحديثة توفر دقة عالية في تحديد مواعيد الأشهر القمرية. ومن خلال هذا التعاون، تؤكد تونس التزامها بالجمع بين العلم والدين في تحديد المواعيد الدينية، بما يضمن شفافيتها وموثوقيتها.
ومع اقتراب شهر رمضان، يترقب المسلمون في تونس وفي كافة أنحاء العالم الإعلان الرسمي عن بداية الشهر المبارك، ويتطلع الجميع إلى الاحتفال بالشهر الفضيل في أجواء روحانية منظمة، حيث يوفر التنسيق بين ديوان الإفتاء والمعهد الوطني للرصد الجوي ضمانًا لبدء الصيام في الوقت المناسب.