
الحمامات – تونس، ماي 2025
في إطار اختتام فعاليات شهر أوروبا، احتضنت مدينة الحمامات هذا الأسبوع منتدى Réalités المخصص للاحتفال بالذكرى الثلاثين لاتفاق الشراكة بين تونس والاتحاد الأوروبي، وهو الاتفاق الذي أُبرم سنة 1995 خلال الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي. المناسبة شكّلت فرصة لاستعراض منجزات ثلاثة عقود من التعاون المثمر، ولبحث سبل تجديد الشراكة وفق رؤية استراتيجية تستجيب للتحديات الجيوسياسية الراهنة.
وقد شهد المنتدى حضور شخصيات دبلوماسية واقتصادية مرموقة، من بينها دبلوماسيون شاركوا في صياغة الاتفاق منذ بداياته، على غرار أحد المتدخلين الذي كان شابًا في وزارة الخارجية الفرنسية عند توقيع الاتفاق، والذي استحضر لحظة ميلاد هذه الشراكة الأورو-متوسطية.
حصيلة ثلاثين سنة: أرقام وشراكة ناجحة
أبرز المتدخلون في المنتدى النتائج الإيجابية التي أفرزها اتفاق الشراكة على مدى العقود الثلاثة الماضية، ومن بينها:
✅ مضاعفة الصادرات التونسية إلى الاتحاد الأوروبي خمس مرات، مع تسجيل فائض طفيف في الميزان التجاري لفائدة تونس؛
✅ استقطاب استثمارات أوروبية ضخمة، إذ تمثل استثمارات دول الاتحاد الأوروبي اليوم أكثر من 85% من مجموع الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تونس، مع تصدّر فرنسا قائمة المستثمرين؛
✅ اندماج المؤسسات التونسية في سلاسل القيمة الأوروبية بفضل برامج التأهيل الصناعي والتحديث التي رافقت تحرير التجارة؛
✅ تعزيز التعاون في مجالات استراتيجية تشمل التعليم، البيئة، الفلاحة، البحث، الطاقة، الثقافة، والنقل، ما ساهم في فتح آفاق جديدة أمام الشباب في ضفتي المتوسط.
نحو تجديد الرؤية
وخلال كلمته في المنتدى، شدد سفير الاتحاد الأوروبي في تونس، سعادة السيد جوزيبي بيرّوني، على أهمية تبني رؤية استراتيجية جديدة للعلاقات بين تونس والاتحاد الأوروبي، خصوصًا في ظل المتغيرات الجيوسياسية المتسارعة.
وتم التأكيد على أن موعد 17 جويلية 2025 سيكون محطة مفصلية للاحتفال رسميًا بثلاثين سنة من الشراكة، ولإطلاق مسار جديد يعزز هذا التعاون المتبادل ويفتح الباب أمام جيل جديد من الاتفاقات والمشاريع المشتركة.
رسالة أمل وتطلع
عكس المنتدى روحًا إيجابية وإرادة جماعية لمواصلة العمل من أجل شراكة أكثر شمولًا وإنصافًا، خاصة لفائدة الشباب، ولتحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة على ضفتي المتوسط
يسري تليلي، كاتب صحفي ومتابع للشأن الدبلوماسي والجالية التونسية بالخارج