🇹🇳 محمد بوعلي: الطلبة التونسيون بالخارج عماد بناء تونس الغد

بقلم جيلاني فيتوري

في مدينة نوفارا الإيطالية، يبرز اسم محمد بوعلي كأحد الوجوه النشيطة في صفوف الجالية التونسية، لما يبذله من جهد متواصل في خدمة أبناء الوطن المقيمين بإيطاليا، وخاصة فئة الطلبة والشباب. فهو رئيس جمعية التونسيين بنوفارا وصاحب مكتب خدمات الهجرة، الذي أصبح مرجعاً لعديد التونسيين في تسوية أوضاعهم القانونية والإدارية وتسهيل اندماجهم في المجتمع الإيطالي.

يؤمن بوعلي إيماناً راسخاً بأنّ الطلبة التونسيين بالخارج يمثلون عماد بناء تونس الغد، فهم رصيد بشري وعلمي ثمين ينبغي الاستثمار فيه ودعمه، لأنهم يحملون صورة تونس في الخارج، ويجسّدون قدرتها على المنافسة في أرقى الجامعات ومراكز البحث العالمية.

صعوبات وعراقيل

يُشير بوعلي في حديثه إلى أنّ الطلبة التونسيين يواجهون جملة من الصعوبات، منها إيجاد سكن ملائم والحصول على المنح الجامعية في آجالها، إلى جانب مشاكل إدارية تتعلق بالإقامة أو متابعة الملفات الجامعية.
ويعتبر أنّ هذه العراقيل، رغم بساطتها في بعض الأحيان، قد تُربك مسار الطالب وتُضعف من حماسه، لذلك دعا القنصليات والسفارات التونسية بالخارج إلى مضاعفة الجهود لتيسير الإجراءات وتوفير الدعم اللازم، سواء في الجانب الاجتماعي أو المالي أو الإداري.

دعم معنوي ومؤسساتي

وأضاف بوعلي أنّ “الطالب التونسي لا يحتاج فقط إلى الدعم المادي، بل إلى دعم معنوي ومؤسساتي يشعره بأنّ وطنه يقف خلفه”. وأوضح أنّ التواصل المنتظم بين البعثات الدبلوماسية والجالية من شأنه أن يُعزز ثقة الطلبة في مؤسسات الدولة، ويدفعهم إلى المساهمة في خدمة الوطن بعد تخرجهم.

جمعية التونسيين بنوفارا… جسر للتواصل والتضامن

من خلال نشاطه الجمعياتي، يسعى بوعلي إلى أن تكون جمعية التونسيين بنوفارا فضاءً للتلاقي بين أفراد الجالية، وواجهة تُمثل صوتهم أمام السلطات الإيطالية.
وقد نظّمت الجمعية عديد التظاهرات الثقافية والاجتماعية، وشاركت في مبادرات إنسانية لفائدة الجالية، من بينها مرافقة الطلبة الجدد القادمين من تونس، وتوجيههم نحو فرص السكن والعمل المؤقت، فضلاً عن تنظيم ورشات توجيه أكاديمي بالتعاون مع جامعات إيطالية.

ويقول بوعلي إنّ هذه الأنشطة تهدف إلى “خلق جسر دائم بين الجيل الجديد من التونسيين في المهجر ووطنهم الأم”، مؤكداً أنّ الانتماء لتونس لا يُقاس ببعد المسافة، بل بمدى الإحساس بالمسؤولية تجاهها.

الشباب والعودة إلى الجذور

وفي سياق متصل، شدّد بوعلي على ضرورة التفكير في برامج تشجع الطلبة على العودة إلى تونس بعد التخرج، من خلال تحفيزات عملية مثل إدماجهم في مشاريع وطنية أو توفير فرص عمل في مؤسسات تونسية.
ويرى أنّ تونس تمتلك ثروة حقيقية في كفاءاتها بالخارج، وأنّ استرجاع هذه الطاقات وتثمينها يجب أن يكون من أولويات الدولة في المرحلة القادمة.

كلمة ختامية

اختتم محمد بوعلي حديثه بالتأكيد على أنّ “الرهان الحقيقي لتونس ليس فقط في استقطاب الاستثمارات، بل في رعاية العقول والكفاءات التي تنتمي إليها”.
ودعا كل الجهات المعنية إلى إطلاق مبادرات مشتركة بين الدولة والجالية لتعزيز الروابط، وضمان مساهمة الطلبة التونسيين بالخارج في بناء وطنهم الأم.

فبالنسبة له، الطلبة التونسيون في المهجر ليسوا مجرد مهاجرين، بل سفراء علمٍ وثقافة، يحملون تونس في قلوبهم أينما حلّوا. 🇹🇳

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى