جيلاني فيتوري

في خطوة تؤكد عمق العلاقات الثنائية التي تربط تونس وكوريا الجنوبية، لم يكن حفل الاستقبال الذي أقامته السفارة التونسية في سيول مجرد لقاء دبلوماسي عابر، بل كان احتفالاً صريحاً بالروابط الإنسانية والشراكة المثمرة التي نسجتها أيادي المتطوعين والخبراء على مدار سنوات.

لم الشمل تحت مظلة الصداقة

بمبادرة من سعادة السفير قيس الدراجي، جمع مقر إقامته يوم 27 نوفمبر 2025 نخبة مميزة من الحضور. لم يقتصر الأمر على ممثلي الوكالة الكورية للتعاون الدولي (KOICA) ووزارة الخارجية الكورية، بل شمل أيضاً حوالي أربعين مشاركاً كان لهم بصمة مباشرة في تونس. لقد حضر متطوعو وخبراء “كويكا” الذين عملوا سابقاً في الأراضي التونسية، إلى جانب إطارات وطلبة تونسيين من المستفيدين من برامج التعاون، ليصبح اللقاء بمثابة “لم شمل” يجمع بين العقل الأكاديمي والخبرة الميدانية.

وقد مثّل الحفل إجلالاً للدور المحوري الذي تلعبه “كويكا” في توطيد هذه الأواصر، محولةً المساعدات والخبرات إلى جسور ممتدة من التفاهم والصداقة بين الشعبين.

رسائل التقدير والتزام المستقبل

في كلمته الترحيبية، ألقى السفير الدراجي الضوء على هذا الجهد المشترك، مشيداً بجهود المتطوعين التي ساهمت “بشكل فعال في مد جسور التفاهم والصداقة”، ومؤكداً أن هذا التواصل ليس حدثاً موسمياً بل هو التزام دائم تسعى السفارة إلى استدامته.

ولم يكن الرد أقل حماساً، فقد جددت السيدة لي نامسون (Ms. LEE Namsoon)، المديرة العامة لدائرة أفريقيا بـ “كويكا”، التزام وكالتها بمواصلة التعاون “المثمر وتوسيعه” مع تونس، مرحبةً بحرارة بالمبادرات الدبلوماسية التي تهدف لتعزيز التبادل المستمر. هذا التأكيد من قبل الوكالة الكورية يعد مؤشراً قوياً على أن الشراكة بين البلدين تسير بخطى ثابتة نحو تعميقها.

ما بعد البروتوكول: شراكة برؤية مشتركة

في الختام، تجاوز هذا اللقاء البروتوكولات الرسمية ليصبح فرصة ثمينة للحوار الاحتفائي. إنه ليس مجرد خبر عن حفل استقبال، بل هو تأكيد على أن الدبلوماسية الناجحة تُبنى على الأفراد والقصص الإنسانية التي خلقتها برامج التعاون.

ومع تأكيد الطرفين المشترك على العزم للمضي قدماً في تعميق هذه الشراكة المتميزة، يبدو أن الصداقة التونسية الكورية تملك أساساً قوياً يضمن لها النمو والازدهار في المستقبل القريب.