
في قلب شارع النخيل، الشارع الحيوي والمشهور بمدينة سوسة، ينبض محلّ حلاقة بطابع خاص. هناك، حيث يتقاطع عبق التقاليد مع روح الابتكار، يعمل وليد مشري، الحلاق التونسي الأصيل والمنتمي إلى مدينة القيروان، على صنع تجربة فريدة لزوّاره لا تقتصر فقط على قص الشعر بل تشمل العناية، الذوق، واللمسة الفنية.
وليد مشري ليس مجرد حلاق، بل هو مكوّن ومعلّم، يُدرّس فن الحلاقة في عدد من مدارس التكوين المهني بسوسة، ناقلاً خبراته إلى أجيال جديدة من الحرفيين. سنوات طويلة قضاها في تطوير أدواته، تقنياته، وأسلوبه، جعلته محل ثقة لحرفاء من تونس ومن خارجها أيضاً. بعضهم يرتاد محله منذ سنوات، لا يبدّله ولا يرضى بغيره، مدفوعين بجودة الخدمة والراحة النفسية التي يجدونها هناك.

الملفت في مسيرة وليد أنه لا يرضى بالثبات. يواكب كل جديد في عالم حلاقة الرجال، من القصّات العصرية إلى تقنيات العناية بالبشرة واللحية. يستلهم من الموضة العالمية، لكنه يحتفظ في كل لمسة ببصمته التونسية الخاصة، التي تمزج بين الأصالة والحداثة.

وراء مقصّه ومريوله الأسود، تختبئ روح فنان وملهم، يرى في الحلاقة رسالة، وفي الجمال أداة للتعبير والتميّز. يقول أحد زبائنه الدائمين: “مع وليد، لا تشعر أنك جئت فقط لتُقص شعرك، بل لتعيش تجربة متكاملة من الأناقة والثقة بالنفس”وليد مشري هو دليل آخر على أن الحرفة حين تقترن بالشغف، تصنع المعجزات. وهو نموذج ملهم لكل شاب تونسي يحلم بأن ينجح ويتميّز من داخل ورشته، من قلب مدينته، وبأدوات بسيطة لكنها مشبعة بالإرادة والحب لما يفعل.
مقال اشهاري