
في خطوة رائدة تُجسّد التعاون الدولي من أجل تعزيز الشفافية ومكافحة التضليل، احتضنت تونس ندوة دولية تحت عنوان “مكافحة التضليل الإعلامي: التهديدات، الاستراتيجيات، والممارسات الجيدة”، نظّمت في إطار الرئاسة البولندية لمجلس الاتحاد الأوروبي، وذلك بحضور عدد من السفراء والخبراء وصنّاع القرار.
وقد شكّلت هذه الندوة فرصة متميزة لتبادل الرؤى والتجارب بين ممثلين عن الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، على غرار مجلس أوروبا، بالإضافة إلى سفراء كل من بولندا، ألمانيا، كندا، فنلندا، هولندا، المملكة المتحدة والسويد، الذين عبّروا عن التزام بلدانهم المشترك بالتصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت تهدد المجتمعات الديمقراطية في العالم.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد سعادة سفير بولندا على أن “التضليل الإعلامي لم يعد مسألة هامشية بل يمثل اليوم أحد أخطر أدوات زعزعة الاستقرار والتأثير على الرأي العام”، مشددًا على أهمية العمل الجماعي وتبادل أفضل الممارسات بين الدول لمواجهة هذه التحديات.
من جهتها، أبرزت بعثة الاتحاد الأوروبي في تونس أن مثل هذه المبادرات تعزز من قدرات المجتمع المدني والإعلاميين على كشف الأخبار الزائفة وتعزيز التفكير النقدي لدى الجمهور.
كما تميزت الندوة بمداخلات لممثلين عن منظمات دولية مرموقة مثل BBC Media Action، والذين قدموا تحاليل وبيانات حول الحملات الرقمية المُضلِّلة، إضافة إلى أدوات وتقنيات متطورة لرصدها والتصدي لها.
ولقي هذا الحدث إشادة واسعة من الحاضرين الذين اعتبروا أنه يمثل نموذجًا ناجحًا للعمل التشاركي بين السفارات والمؤسسات الدولية، كما يعكس عمق العلاقات بين تونس وشركائها الأوروبيين والدوليين في دعم الحوكمة الرشيدة والديمقراطية.

في الختام:
أكد المشاركون أن معركة الحقيقة لا تُخاض فقط بالتقنيات، بل أيضًا بقيم التعاون والثقة والعمل الجماعي. ومثل هذه المبادرات تمثل خطوة هامة نحو بيئة إعلامية أكثر شفافية ومصداقية.
يسري تليلي، كاتب صحفي ومتابع للشأن الدبلوماسي والجالية التونسية بالخارج