
في خطوة جديدة تعكس عمق الشراكة بين تونس واليابان في مجال البيئة والتنمية المستدامة، احتضن مقرّ وزارة البيئة اليابانية (MOEJ) يوم 2 جوان 2025 ندوة رسمية ترأّسها كل من السيّد “ماتسوزاوا يوتاكا” نائب الوزير للشؤون البيئية العالمية بوزارة البيئة اليابانية، والسيّد أحمد الشفرة، سفير تونس باليابان. وقد شهدت الندوة حضور السيّدة فوميو أداتشي، رئيسة مكتب منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية “اليونيدو/UNIDO” بطوكيو، بالإضافة إلى أعضاء الوفد التونسي من الوكالة الوطنية للتصرف في النفايات (ANGed).
الندوة كانت مناسبة للاحتفاء بنجاح الدورة التدريبية التي شارك فيها الوفد التونسي حول تقنيات وتطبيقات “طريقة فوكوكا”، والتي نُظّمت من 23 ماي إلى 04 جوان 2025. وتُعدّ هذه الطريقة اليابانية الرائدة من أبرز الأساليب البيئية في معالجة النفايات بطريقة لا تتطلب تقنيات معقّدة، وتقوم على مبادئ التخمير الطبيعي والمعالجة البيولوجية دون الحاجة إلى أنظمة تصريف للعصارة أو تهوية ميكانيكية.
وقد مثّلت هذه المناسبة فرصة لتسليط الضوء على التعاون المثمر بين البلدين، وخاصة المشروع النموذجي لاعتماد تكنولوجيا “فوكوكا” في مصب النفايات بباجة، والذي يُعدّ أول مشروع يتم تنفيذه في تونس في إطار “آلية الاعتماد المشترك” (JCM)، وهي آلية يابانية تهدف إلى دعم الدول الشريكة في تنفيذ مشاريع تنموية منخفضة الانبعاثات الكربونية.
وفي كلمته، ثمّن السيّد أحمد الشفرة جهود الشركاء اليابانيين والتزامهم بدعم تونس في مسارها نحو تعزيز قدراتها في مجال الإدارة المستدامة للنفايات. من جهته، نوّه نائب الوزير الياباني بالمستوى المتقدّم للتعاون البيئي بين البلدين، مشيرًا إلى أن مشروع باجة يمكن أن يتحوّل إلى نموذج يُحتذى به في باقي الدول الإفريقية.
هذا النجاح يمثّل خطوة أولى نحو تعميم هذه التكنولوجيا في تونس، ويؤكد مجددًا أهمية التعاون الدولي في مواجهة التحديات البيئية المشتركة.
يسري تليلي، كاتب صحفي ومتابع للشأن الدبلوماسي والجالية التونسية بالخارج