من نيس، الديبلوماسية التونسية تعيد تأكيد التزامها بجاليتها ومصالح الوطن

في أجواء مشحونة بالمسؤولية والتطلعات، وعلى هامش مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيط المنعقد بمدينة نيس الفرنسية من 09 إلى 13 جوان 2025، أشرف السيد محمد علي النفطي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، يوم الثلاثاء 10 جوان، على اجتماع عبر تقنية التواصل المرئي مع رؤساء البعثات القنصلية التونسية بفرنسا، وذلك من مقر القنصلية العامة للجمهورية التونسية بنيس، وبحضور سعادة سفير تونس بفرنسا.

هذا اللقاء لم يكن مجرّد اجتماع إداري تقليدي، بل محطة مهمة استعرض فيها الوزير واقع الخدمات القنصلية المسداة للتونسيين بالخارج، وتحديات المرحلة المقبلة، في ظلّ ارتفاع نسق العمل الإداري، حيث سجّلت بعثاتنا في فرنسا منذ بداية السنة ما يقارب 260 ألف خدمة قنصلية وإدارية، رقم يعكس من جهة حجم الجالية، ومن جهة أخرى، حجم الرهان الملقى على عاتق الدبلوماسية التونسية في هذه الفترة الحساسة التي تتزامن مع عودة آلاف التونسيين لقضاء عطلتهم الصيفية في أرض الوطن.

وزير الخارجية لم يكتفِ بتثمين الجهود المبذولة، بل دعا إلى تسريع الإجراءات الإدارية والتركيز على جودة الخدمات وتحسينها، من خلال دعم الرقمنة، وتطوير خدمات حجز المواعيد عن بعد، إلى جانب تفعيل مبادرات تدريس اللغة العربية والحضارة التونسية لفائدة أبناء الجالية، في خطوة تؤكد عمق التزام الدولة بالحفاظ على هوية أبنائها في المهجر.

ومن النقاط التي نالت حيزاً مهماً من مداخلة الوزير، تأكيده على ضرورة إحكام التنسيق بين مختلف الهياكل التونسية، حتى تكون البعثات القنصلية فاعلاً حقيقياً في الإحاطة بالجالية وتيسير حياتهم، مع تشديده على الدور المحوري للكفاءات التونسية في الخارج، التي اعتبرها شريكاً في معاضدة المجهود الوطني للتنمية. فالطاقات التونسية المنتشرة عبر العالم، بما تمتلكه من خبرات وتجارب، قادرة على تقديم مقترحات عملية ورؤية إصلاحية تكمّل مجهود الدولة وتغنيه.

الوزير لم يغفل البعد الاستراتيجي للعلاقات التونسية الفرنسية، مشدداً على ضرورة الانفتاح على المقاطعات الفرنسية وتعزيز التعاون اللامركزي معها، إلى جانب دعم التبادل الاقتصادي والثقافي والسياحي، وتكثيف الجهود للترويج للوجهة التونسية.

من نيس، بعثت الديبلوماسية التونسية برسائل واضحة: التونسيون في الخارج ليسوا مجرد أرقام في سجلات القنصليات، بل هم امتداد طبيعي للوطن، شركاء في التنمية، وسفراء للقيم والثقافة التونسية.

بقلم: يسري تليلي

صحفي ومتابع للشأن التونسي في الخارج

مجلة Tunisiamag 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى