بقلم: يسري تليلي – مجلة Tunisiamag
في مشهد يعكس جدية المساعي الوطنية لتعزيز الاقتصاد التضامني، شهدت الأيام الأخيرة انعقاد لقاء رسمي بين الجامعة التونسية للحرفيين والمؤسسات الصغرى والمتوسطة والبنك التونسي للتضامن. اللقاء، الذي جاء تتويجًا لسلسلة من الاجتماعات التنسيقية، يُعدّ خطوة مفصلية نحو معالجة الإشكاليات التي تعترض أصحاب المشاريع الصغرى في تونس، خاصة على مستوى النفاذ إلى التمويل.
الاجتماع الذي انعقد بمقر البنك التونسي للتضامن، جمع وفدًا عن الجامعة ترأسه السيد مهدي بربوش، رئيس الجامعة، ورافقه كل من السيد محسن بورشادة، أمين مال الجامعة، والسيد نزار الغرياني، الكاتب العام المكلّف بالإعلام، في حين مثّل البنك مديره العام السيد خليفة السبوعي، بحضور المدير العام المساعد السيد لطفي الوهيبي.

وقد شكّل هذا اللقاء فرصة حقيقية لطرح جملة من التحديات التي تواجه الحرفيين وأصحاب المشاريع المنخرطين بالجامعة، خصوصًا في ما يتعلق بملفات التمويل وتعطّل بعض الإجراءات ذات الصلة. وكان لافتًا التفاعل الإيجابي للسيد المدير العام للبنك، الذي عبّر عن تفهمه لمجمل الإشكاليات المطروحة، مؤكّدًا التزامه بدراستها واتخاذ التدابير اللازمة لمعالجتها في أقرب الآجال.
هذا الحوار البنّاء بين الطرفين لم يكن مجرّد اجتماع إداري، بل مثّل نقلة نوعية في مسار التعاون بين المجتمع المدني ومؤسسات الدولة المالية، وعكس إرادة واضحة لدعم النسيج الاقتصادي الصغير والمتوسط في البلاد.
وقد عبّرت الجامعة عن تثمينها لهذا التفاعل الجاد، معتبرة أن هذا اللقاء يمهّد الطريق نحو شراكة استراتيجية حقيقية، تُفضي إلى تعزيز تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة وتسهيل ولوجها إلى الآليات البنكية الداعمة، بما يُكرّس مبدأ الاقتصاد التضامني ويدفع نحو خلق الثروة ومواطن الشغل.
في ظل هذا السياق الاقتصادي الدقيق، يُعدّ هذا النوع من المبادرات المشتركة بارقة أمل جديدة لأصحاب المشاريع الصغرى والحرفيين، الذين يشكّلون العمود الفقري للاقتصاد الوطني. ومن المنتظر أن تُترجم نتائج هذا اللقاء إلى إجراءات عملية ملموسة خلال الفترة القادمة، بما يخدم الصالح العام ويدعم ثقافة المبادرة الخاصة في تونس