عودة الزخم إلى الموانئ التونسية: باخرتان سياحيتان ترسيان في ميناء حلق الوادي وعلى متنهما 9500 سائح

بقلم: يسري تليلي

شهد ميناء حلق الوادي صباح اليوم الخميس 12 جوان 2025 حركة سياحية غير مسبوقة، تمثلت في رسو باخرتين سياحيتين فاخرتين تقلّان ما يقارب 9500 سائح من مختلف الجنسيات، أبرزها الأوروبية، الأمريكية والآسيوية، وذلك في إطار الرحلات البحرية المنتظمة نحو الوجهة التونسية.

وتأتي هذه الزيارة تأكيداً على ثقة كبرى الشركات البحرية العالمية في الوجهة التونسية، وعلى عودة الحيوية التدريجية لقطاع السياحة البحرية بعد سنوات من التحديات. وقد توزّع السياح فور وصولهم على رحلات منظمة جابت أبرز المواقع الأثرية والمعالم الثقافية، منها المتحف الوطني بباردو، المدينة العتيقة لتونس، وسيدي بوسعيد ذات الطابع الأندلسي الساحر.

هذه الجولات لم تقتصر على الجانب الثقافي فحسب، بل مثّلت فرصة نادرة للزوار لاكتشاف الصناعات التقليدية التونسية وتنوعها، والاطلاع على مدى الإبداع الحرفي الذي يميز كل جهة من جهات البلاد، مما يعزز فرص الترويج للصناعات المحلية والتعريف بها في الأسواق الخارجية.

وعلى المستوى الاقتصادي، ساهمت هذه الرحلات في تنشيط الدورة الاقتصادية المحلية، من خلال دعم عدد من القطاعات المترابطة، على غرار النقل السياحي، الإرشاد، الصناعات التقليدية، والمطاعم، فضلاً عن فرص التشغيل المباشرة وغير المباشرة التي توفّرت بفضل هذه الزيارات.

وتأتي هذه الديناميكية ضمن استراتيجية وطنية طموحة تسعى إلى إعادة تموقع تونس كمحطة بحرية متوسطية بارزة، والعمل على تنويع المنتوج السياحي واستقطاب فئات سياحية ذات قدرة إنفاقية عالية، بما يعزز مساهمة القطاع في الناتج الداخلي الخام.

من المنتظر أن تتواصل هذه الرحلات خلال الأشهر المقبلة، وفق جدول زمني تم وضعه بالتعاون بين وزارة السياحة، ديوان البحرية التجارية، والمهنيين الفاعلين في القطاع، في خطوة واعدة تؤكد أن تونس تظلّ وجهة مضيئة في خارطة السياحة المتوسطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى