
في خطوة حازمة لحماية صحة المواطن وضمان احترام قواعد المهنة الطبية، أعلن المجلس الوطني لعمادة الأطباء عن التقدّم رسمياً بشكاية ضد أحد البرامج التلفزية الذي بثّ محتوى يروّج لفكرة إمكانية علاج مرض السرطان عبر “التطبّب والدجل والأعشاب”، وذلك من خلال استضافة شخص لا تربطه أي علاقة بالطب ولا يمتلك المؤهلات العلمية التي تخوّله الحديث في مسائل علاجية دقيقة.
ويأتي هذا التحرك إثر الجدل الواسع الذي أثارته الحلقة، لما تضمّنته من مغالطات خطيرة قد تجرّ المرضى أو ذويهم إلى اعتماد طرق بديلة غير مثبتة علمياً، ما يعرّض حياتهم وصحّتهم إلى مخاطر جسيمة. وقد شدّد المجلس الوطني لعمادة الأطباء على أن مثل هذه المضامين الإعلامية تمثّل تجاوزاً مهنياً وأخلاقياً وتساهم في نشر ثقافة التضليل الصحي.
وأكدت العمادة أن علاج مرض السرطان يخضع حصرياً لبروتوكولات طبية دقيقة وأدوية خصوصية تُوصف من قبل أطباء مختصين في الأورام، وهي مسارات علاجية أثبتت نجاعتها وفق المعايير العلمية العالمية. كما ذكّرت بأن كل ادّعاء بوجود “علاج بديل” خارج الإطار العلمي يُعدّ وهماً خطيراً يهدّد حياة المرضى.
وختمت عمادة الأطباء بتجديد التزامها بالدفاع عن المهنة وعن صحة التونسيين، داعية وسائل الإعلام إلى تحمّل مسؤوليتها وعدم فسح المجال للمحتويات التي تمسّ بسلامة المرضى أو تزرع الشك في المسارات العلاجية المعتمدة علمياً.



