عادل بودن: من مهاجر تونسي إلى رائد في مجال النقل وداعم دائم للنجم الساحلي

حوار جيلاني فيتوري

في قلب لندن، حيث يعيش الجاليات التونسية والعربية، يبرز اسم عادل بودن كأحد أبرز القصص الناجحة للمهاجرين التونسيين. عادل، الذي وصل إلى لندن قبل أكثر من عشرين عامًا، تمكن بفضل عزيمته وإرادته من تأسيس شركات نقل تضم أسطولًا كبيرًا من الحافلات. كما استطاع بناء شبكة من العلاقات الممتازة مع التونسيين المهاجرين، حيث يسعى دائمًا لدعمهم في خطواتهم الأولى في المهجر.

سؤال: مرحبًا عادل، كيف بدأت رحلتك في لندن؟

عادل بودن: “مرحبًا بك. بدأت رحلتي هنا في لندن منذ أكثر من 20 عامًا. كانت البداية صعبة، كأي مهاجر يبدأ من الصفر. عملت في عدة مجالات قبل أن أبدأ في قطاع النقل. كنت أرى أن هناك حاجة ملحة إلى خدمات نقل منظمة وموثوقة في لندن، خاصة للمجتمع التونسي والعربي. فقررت أن أبدأ بعمل صغير، وأبني عليه تدريجيًا حتى وصلت إلى ما أنا عليه اليوم.”

سؤال: ما هو السر وراء نجاحك في قطاع النقل؟

عادل بودن: “السر هو الإصرار على تقديم خدمة عالية الجودة والاهتمام الكبير بالعملاء. بدأنا بأسطول صغير من الحافلات، ولكننا ارتكزنا على الالتزام بالمواعيد وتقديم الراحة والأمان للمسافرين. كما أننا دائمًا نبحث عن طرق لتحسين خدماتنا ونقدم حلولًا مرنة تناسب احتياجات جميع الزبائن.”

سؤال: لكنك أيضًا معروف بعلاقتك الجيدة مع التونسيين في لندن. كيف تعكس هذه العلاقة في عملك؟

عادل بودن: “الحقيقة أنني أعتبر نفسي جزءًا من المجتمع التونسي هنا. أؤمن بأهمية مساعدة الآخرين، خاصة الجيل الجديد الذي يأتي إلى لندن. لذلك، لطالما سعت شركتي إلى دعم التونسيين في خطواتهم الأولى من خلال توفير فرص عمل لهم، وتقديم الاستشارات لهم في مجال النقل والتنقل داخل لندن. نحن دائمًا هنا لدعمهم في كل ما يحتاجونه.”

سؤال: هل يمكنك أن تحدثنا عن علاقتك بالنجم الساحلي؟

عادل بودن: “النجم الساحلي هو جزء كبير من حياتي. منذ صغري وأنا متيم به، وأعتبره أكثر من مجرد فريق رياضي، بل هو رمز للفخر التونسي. دعم الفريق في كل مرة أستطيع هو أمر أساسي بالنسبة لي، سواء عبر التبرعات أو من خلال تشجيع اللاعبين والنادي. علاقتي بالنجم ليست فقط كعاشق للفريق، بل كداعم دائم في كل الظروف.”

سؤال: هل تعتقد أن تجربتك يمكن أن تكون مصدر إلهام للآخرين؟

عادل بودن: “بالطبع! أنا مقتنع أن ما حققته ليس مستحيلاً. النجاح يحتاج إلى الكثير من الصبر والتحدي، وأحيانًا إلى مخاطرة محسوبة. أعتقد أنني أستطيع أن ألهم الكثير من التونسيين الذين يطمحون للنجاح في الخارج. المهم هو أن يكون لديك حلم كبير، والعمل المستمر لتحقيقه.”

سؤال: كيف تصف علاقتك بعائلتك وكيف أثرت في مسيرتك المهنية؟

عادل بودن: “علاقتي بعائلتي هي أساس كل شيء في حياتي. هم دائمًا كانوا دعمي الأول في كل مراحل مسيرتي، خاصة في الأوقات الصعبة. لم يكن النجاح ليكتمل بدون الدعم العاطفي والمعنوي الذي تلقيته منهم. العائلة هي المصدر الأساسي للقوة والإلهام بالنسبة لي، وقد ساعدوني في تحقيق أهدافي سواء في مجال العمل أو الحياة الشخصية. أعتبر نفسي محظوظًا بوجودهم في حياتي، وهم دائمًا مصدر ثقة ودافع للاستمرار في التقدم.”

سؤال: أخيرًا، ماذا تقول للشباب التونسي الطموح؟

عادل بودن: “أقول لهم أن الطريق ليس سهلًا، ولكنه ممكن. من المهم أن يكون لديك هدف واضح وأن تعمل بكل جهد لتحقيقه. لندن وغيرها من العواصم الكبرى هي أماكن مليئة بالفرص، ولكن عليك أن تكون صبورًا ومثابرًا. وللتونسيين هنا، لا تنسوا أبدًا من أين أتيتم، وابقوا دائمًا مخلصين لوطنكم.”

عادل بودن هو نموذج حي للعزيمة والإصرار، حيث بدأ من الصفر ليبني إمبراطورية صغيرة في قطاع النقل بلندن. علاقته المميزة مع الجالية التونسية ودعمه المستمر للنجم الساحلي تجسد حبه العميق لوطنه. قصة نجاحه هي رسالة أمل وتحدي لكل شاب تونسي في المهجر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى