
بقلم جيلاني فيتوري
من القيروان، مدينة العراقة والعطر والذاكرة، إلى بروكسل، مدينة النور والتنوّع، تشقّ الكاتبة التونسية سميرة الطيبي دربها بثبات في عالم الأدب، حاملةً في قلبها دفء الوطن وفي قلمها صدق الكلمة التي تجمع بين الأصالة والانفتاح.
هي أستاذة تعليم ابتدائي راكمت أكثر من عشرين سنة في ميدان التربية، قبل أن تُبحر بثقة في عوالم الكتابة والإبداع. عشقت الكلمة منذ نعومة أظافرها، فحوّلتها إلى نافذة على الذات والواقع والمجتمع. وكانت ثمرة هذا الشغف مجموعتها القصصية الأولى “ثلاثية تونسية”، التي تضمّ ثلاث حكايات تعبّر عن وجع الإنسان وجمال الحياة في تونس:
خبز الطابونة — قصة الكفاح اليومي وكرامة البسطاء،
قارب الموت (الحرقة) — حكاية الحلم والخذلان في رحلة الهجرة،
مشموم الياسمين — ومضة حبّ وحنين إلى الأرض والأصل.


ومع انتقالها إلى بروكسل في سبتمبر 2024، فتحت سميرة صفحة جديدة من تجربتها الأدبية، لتكتب بلغة أخرى دون أن تتخلى عن هويتها التونسية. فكانت مجموعتها الثانية “ثلاثية عالمية”، التي تضمّ:
زمن الكورونا — شهادة عن عزلة الإنسان في زمن الخوف،
سمراء إفريقية — صرخة من أجل الكرامة والهجرة،
الشهيد الصغير — حكاية مؤثرة عن براءة تُغتال في حرب غزة.


بين ثلاثية تونسية وثلاثية عالمية، تنسج سميرة الطيبي خيوط إبداعها بحسّ إنساني عميق، يجعل من الأدب جسراً يصل بين القيروان وبروكسل، بين الحنين والانفتاح، بين الذات والعالم. تؤمن بأنّ الكتابة ليست هواية، بل رسالة حياة، وبأن الكلمة الصادقة قادرة على أن تلمس القلوب وتغيّر الواقع.
إنها سميرة الطيبي… كاتبة تونسية تكتب بالعربية والفرنسية، ولكن بلغة واحدة هي لغة الإنسان.



