
في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجمهورية التونسية ومملكة السويد، نظّمت سفارة تونس بستوكهولم فعالية اقتصادية نوعية، استضافت خلالها بعثة تجارية رفيعة المستوى بقيادة مركز النهوض بالصادرات (CEPEX). وقد شكّلت هذه المبادرة خطوة استراتيجية نحو توسيع الحضور التونسي في السوق الاسكندنافية، لا سيما في قطاعات واعدة مثل الصناعات الغذائية والتجهيزات والخدمات.
وقد استهلّت البعثة زيارتها بلقاء متميز مع كبار المسؤولين في الهيئة الوطنية السويدية للتجارة الخارجية Kommerskollegium، حيث قُدِّم عرض مفصّل حول آليات التصدير وفرص النفاذ إلى السوق السويدية والأسواق المجاورة في شمال أوروبا. وقد تم التركيز على مزايا الإطار التشريعي السويدي الداعم للتجارة الدولية، وتقديم توصيات عملية لفائدة المؤسسات التونسية الطامحة لتوسيع رقعة انتشارها في المنطقة.
كما شملت الزيارة محطة هامة تمثلت في لقاء مع مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة SEVAN، السيد Hratch Maroutian، والرئيسة المديرة العامة للشركة، حيث أُتيح للوفد فرصة نادرة للاطلاع على نماذج أعمال ناجحة في توزيع الأغذية في السوق السويدية، وبحث سبل التعاون الثنائي الممكنة، لاسيما في ما يخص المنتجات المتوسطية ذات الجودة العالية.
ومن بين أبرز المحطات أيضًا، الزيارات الميدانية التي قام بها الوفد إلى كبرى سلاسل التوزيع الغذائي في السويد، على غرار COOP وWillys وAXFOOD. وقد مكّنت هذه اللقاءات من استكشاف واقع السوق السويدية عن قرب، والتباحث مع مسؤولي الشراء حول إمكانيات إدماج المنتجات التونسية ضمن سلاسل التوزيع الكبرى، بما يعكس ثقة الجانب السويدي في جودة المنتج التونسي وتنوعه.
ولم تقتصر الزيارة على الجانب المؤسساتي فقط، بل شهدت تفاعلًا حيويًا مع الكفاءات التونسية بالخارج، من خلال لقاء خاص جمع الوفد بأعضاء جمعية Swedish Tunisian Business Team (STBT)، التي تضم نخبة من رجال الأعمال التونسيين المقيمين في السويد. وقد كانت هذه الجلسة منصة لتبادل التجارب، واستعراض أبرز التحديات والفرص، ومناقشة مقترحات عملية لدعم المؤسسات الناشئة والراغبة في التوسع خارج الحدود.
وفي ختام هذه الزيارة الناجحة، جدّدت سفارة الجمهورية التونسية بستوكهولم شكرها العميق إلى وزارة الخارجية السويدية، والهيئة الوطنية للتجارة الخارجية، وجمعية STBT، على حسن التعاون والدعم اللامشروط. كما أكدت عزمها الثابت على مواصلة العمل من أجل تعزيز علاقات الشراكة الثنائية، وتوفير أفضل الظروف لنجاح الصادرات التونسية في الأسواق الأوروبية المتقدمة.
إن هذه البعثة الاقتصادية، التي تميزت بجديتها وثراء محاورها، تمثل نموذجًا للتعاون الاقتصادي المتوازن والمستدام، وتؤسس لمرحلة جديدة من الديناميكية في العلاقات التونسية السويدية، تقوم على تبادل المنافع وتشجيع روح المبادرة والاستثمار.
يسري تليلي، كاتب صحفي ومتابع للشأن الدبلوماسي والجالية التونسية بالخارج