
بقلم: يسري تليلي
في خطوة جديدة تؤكد التزام الدولة التونسية بالإنصات لأبنائها المقيمين بالخارج وتقريب الخدمات منهم، أدّت القنصلية العامة للجمهورية التونسية بدوسلدورف يوم 15 جوان 2025 زيارة ميدانية إلى مدينة بيليفيلد، التي تبعد حوالي 180 كلم عن دوسلدورف، حيث تم تنظيم يوم قنصلي لفائدة الجالية التونسية المقيمة بالمنطقة.

وقد كانت هذه الزيارة مناسبة لعقد اجتماع عام مع أبناء الجالية، ترأسه السيد مصطفى زيري، القنصل العام لتونس بدوسلدورف، حيث قدّم عرضًا حول مختلف الإجراءات التي اتخذتها السلطات التونسية، بتوجيه من سيادة رئيس الجمهورية، لتيسير الخدمات القنصلية وتحسين ظروف استقبال المواطنين بالخارج، لا سيّما مع اقتراب العطلة الصيفية التي تشهد عادةً عودة مكثفة للتونسيين إلى أرض الوطن.
وشدّد القنصل العام خلال كلمته على أهمية تمتين الصلة بين الجالية ووطنها الأم، مؤكّدًا أن العناية بأبناء تونس في الخارج تظلّ من أولويات الدبلوماسية التونسية، ليس فقط على مستوى الخدمات الإدارية، بل كذلك من خلال دعم الامتيازات الجبائية والتشجيع على الاستثمار والمساهمة في تنمية البلاد. كما تطرّق إلى أهمية ترسيخ الهوية الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة من المهاجرين، وحثّ على تعزيز العمل الجمعياتي باعتباره شريكًا فاعلًا في تأطير الجالية وتنشيط الحياة الثقافية والاجتماعية في المهجر.

وقد مكّنت هذه البادرة من إسداء عديد الخدمات القنصلية لعدد هام من المواطنين، كما فتحت الباب للنقاش المباشر مع القنصلية حول أبرز المشاغل والانتظارات المطروحة، في مناخ إيجابي تميّز بالوضوح والتفاعل البنّاء.
هذه الزيارة تؤكّد مرّة أخرى أن العمل الدبلوماسي ليس فقط تسييرًا إداريا، بل هو أيضًا فعل تواصلي وإنساني يهدف إلى ربط أبناء الوطن، مهما بعدت المسافات، بأرضهم وثقافتهم وجذورهم.