رحيل الفنان التشكيلي والنحات عبد الحميد الحجام: خسارة كبيرة للساحة الفنية التشكيلية التونسية
فقدت الساحة الفنية التشكيلية في تونس أحد أبرز روادها، الفنان التشكيلي والنحات عبد الحميد الحجام، الذي وافته المنية يوم الأربعاء 12 مارس 2025 عن عمر ناهز 85 عامًا. ويُعتبر الحجام من الأسماء اللامعة في مجال النحت والفنون البصرية في تونس، حيث ترك بصمة واضحة في هذا المجال بفضل أعماله الفنية المبدعة التي تعكس إبداعه وتفرده.
وُلد عبد الحميد الحجام في 13 نوفمبر 1940 بمدينة صفاقس، وبدأ مشواره التعليمي في مدرسة الفنون الجميلة بتونس، حيث تخرج منها في عام 1958. ثم انتقل إلى باريس ليتابع دراسته في المدرسة الوطنية العليا للفنون الجميلة، ليحصل في سنة 1960 على الشهادة العليا في الفنون التشكيلية. وعندما عاد إلى تونس في عام 1968، انضم إلى الهيئة التعليمية في مدرسة الفنون الجميلة بتونس حيث بدأ في تدريس النحت، مساهما في تدريب جيل جديد من الفنانين.
على مدار مسيرته، حصل عبد الحميد الحجام على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لإبداعه الفني. من أبرز إنجازاته الجائزة الأولى في النحت في عدة مناسبات، بما في ذلك مسابقة الشركة التونسية للكهرباء والغاز سنة 1971 لمحطة غنوش الحرارية في قابس، ومسابقة مركز التكوين بالخليدية في 1976. كما كان له شرف إنجاز تمثال الرئيس الحبيب بورقيبة في مرحلة الطفولة بمدينة المنستير سنة 1979، بالتعاون مع الفنان زبير التركي، وهو من أبرز الأعمال التي تعكس إبداعه.
كما شارك الحجام في إنشاء العديد من المنحوتات في مدن تونسية متنوعة مثل قصر هلال (1980)، وحلق الوادي (1982)، وتطاوين (1984)، بالإضافة إلى منحوتة ضخمة بارتفاع 5 أمتار في كلية الآداب بمنوبة في سنة 1990. كما أقام معرضًا شخصيًا للميداليات في رواق “أرابيسك” سنة 1996، وقد لاقى أعماله صدى واسعًا في الداخل والخارج.
وإلى جانب معارضه المحلية، شارك الحجام في العديد من المعارض الجماعية منذ سنة 1970، وكان له حضور دائم في معارض اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، إضافة إلى مشاركته في مؤتمرات الاتحاد الدولي لفن الميداليات. عرض أعماله في عدة مدن عالمية مثل نوشاتيل بسويسرا سنة 1996، ولاهاي بهولندا سنة 1998، وألمانيا سنة 2000. وفي عام 2004، تم تكريمه بإسناده الجائزة الكبرى للفنون التشكيلية لمدينة تونس تقديرًا لإسهاماته العميقة في هذا المجال.
يعد رحيل عبد الحميد الحجام خسارة كبيرة للمشهد الفني التونسي والعالمي، فقد ترك إرثًا فنيًا رائعًا سيبقى شاهدًا على إبداعه وتفانيه في تطوير الفن التشكيلي والنحت في تونس.
.
