
مع الإعلان عن وفاة البابا فرنسيس، يدخل العالم الكاثوليكي مرحلة دقيقة تتجه فيها الأنظار نحو كنيسة سيستين في قلب الفاتيكان، حيث يستعد مجمع الكرادلة لاختيار البابا الجديد الذي سيحمل على عاتقه مسؤولية قيادة أكثر من مليار كاثوليكي حول العالم.
لكن اختيار البابا لا يقتصر فقط على تسمية شخصية روحية جديدة، بل يمثّل لحظة مفصلية تُرسم فيها ملامح مستقبل الكنيسة الكاثوليكية، وتُحدّد فيها توجهات العقيدة، الشفافية، والتواصل مع المؤمنين في عالم يشهد تحولات عميقة.
🔍 كيف يُنتخب البابا؟
تخضع عملية انتخاب البابا لتقاليد صارمة تمتد لقرون، حيث يجتمع مجمع الكرادلة المكوّن من الكرادلة الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا، في اقتراع سري يُجرى داخل كنيسة سيستين.
ولكي يُنتخب أحدهم بابا، لا بد أن يحظى بدعم ثلثي الأصوات. وفي حال لم يتم التوافق بعد عدة جولات، يستمر التصويت بشكل متكرر حتى يظهر مرشح توافقي.
وترمز إشارات الدخان الصاعد من مدخنة الكنيسة إلى سير العملية:
- الدخان الأسود يعني أن التصويت لم يُسفر عن اختيار.
- أما الدخان الأبيض، فهو اللحظة التاريخية التي يُعلن فيها عن انتخاب البابا الجديد.
🧑💼 من هم أبرز المرشحين؟
برزت عدة أسماء كمرشحين بارزين لخلافة البابا فرنسيس، من بينهم:
- لويس أنطونيو تاجلي (الفلبين)
- بييترو بارولين (إيطاليا)
- بيتر توركسون (غانا)
- بيتر إردو (المجر)
- أنجيلو سكولا (إيطاليا)
يمثل هؤلاء الكرادلة طيفًا متنوعًا من التيارات داخل الكنيسة، بين من يدعو إلى الاستمرارية والانفتاح، ومن يميل نحو المحافظة والتقاليد.
⏳ ما التالي؟
من المنتظر أن ينطلق المجمع البابوي في غضون 15 إلى 20 يومًا، بعد الانتهاء من مراسم الجنازة وفترة الحداد المعروفة بـ”النوفيميال” والتي تستمر تسعة أيام. وخلال هذه الفترة، يتوافد الكرادلة من مختلف أنحاء العالم إلى الفاتيكان للمشاركة في التصويت.
بين جدران كنيسة سيستين المغلقة، يُصنع قرار مصيري سيحدد مسار الكنيسة الكاثوليكية لعقود قادمة، في وقت يزداد فيه التحدي بين المحافظة على الإرث الروحي والتفاعل مع قضايا العالم المعاصر.