
في تظاهرة جمعت بين العراقة والإبداع، احتضنت مدينة تولوز الفرنسية الدورة السابعة من الأيام الثقافية والاقتصادية التونسية، التي نظمتها قنصلية الجمهورية التونسية بتولوز من 30 ماي إلى 4 جوان 2025، بالشراكة مع بلدية تولوز وجمعية JCETT. وقد مثلت هذه التظاهرة موعدًا سنويًا لتونس مع جمهورها الفرنسي والمتوسطي، حيث احتفلت بنبض تراثها الغني وتنوع ثقافتها وعمق حضارتها.
وقد كانت قاعة Gervais الرائعة في مبنى الكابيتول بتولوز شاهدة يوم 03 جوان على واحدة من أجمل الأمسيات الثقافية التي جمعت بين الفن والمذاق، في محطة متميزة من التذوق والاكتشاف. سافر الحضور، من خلال الأطباق والنكهات، إلى قلب تونس، وتذوقوا روائحها وألوانها ونبضها عبر “سفير أرضها وفن عيشها”: زيت الزيتون التونسي، الذي كان ضيف الشرف، فحكى قصص الحقول العتيقة والجدات الحافظات لفنون الطبخ.
وقد أبدع أربعة من أبرز الطهاة التونسيين المقيمين في فرنسا في تقديم لمسة معاصرة على المطبخ التونسي الأصيل، وهم: وفيق بلعيد، أيوب شفتر، ياسين بن حميدة وإسكندر الهذلي، حيث نجحوا في إعادة تصور الوصفات التراثية بروح مبتكرة تزاوج بين الحداثة والأصالة. فكانت النتيجة أطباقًا تروي قصة تونس بطريقتها الخاصة، وتُسعد الحواس وتُثير الحنين.
هذه الدورة لم تكن فقط مناسبة للتذوق، بل كانت دعوة مفتوحة لاكتشاف العمق الحضاري والاقتصادي والثقافي لتونس. جمهور تولوز، الذي حضر بكثافة وفضول، كان على موعد مع بلد يجمع بين الحداثة والجذور، ويُصدّر للعالم ما يفخر به من قيم وتقاليد وجودة.
كل الشكر لقنصلية تونس بتولوز ولكل الشركاء الذين ساهموا في إنجاح هذه التظاهرة، وللطهاة والفنانين وكل من حمل جزءًا من تونس إلى فرنسا. فكما كانت تولوز حاضرة في هذه الرحلة التونسية، تبقى تونس دوما حاضنة لأبنائها في كل أنحاء العالم.
يسري تليلي، كاتب صحفي ومتابع للشأن الدبلوماسي والجالية التونسية بالخارج