بقلم: يسري تليلي
في إطار العناية المتواصلة التي توليها البعثات الدبلوماسية التونسية في الخارج للمبادرات الجمعياتية ذات البعد الإنساني والاجتماعي، استقبلت القنصلية العامة لتونس بمرسيليا السيد فوزي شعباني، رئيس المكتب الوطني للاتحاد التونسي لإعانة القاصرين ذهنياً، وذلك في لقاء يُعد خطوة جديدة نحو تعزيز التعاون الثنائي في المجال الاجتماعي والتنموي.

وقد مثّل هذا اللقاء فرصة هامة للاطلاع على آخر تطورات المشاورات الجارية مع بلدية مرسيليا، والتي تهدف إلى إرساء برنامج شراكة وتعاون بين الطرفين، يُعنى خاصةً بدعم الفئات الهشة وذوي الاحتياجات الخصوصية من الجالية التونسية والمقيمين في مرسيليا بصفة عامة.
وأشاد القنصل العام خلال هذا اللقاء بالدور الفاعل الذي يضطلع به الاتحاد التونسي لإعانة القاصرين ذهنياً، سواء داخل تونس أو في إطار انفتاحه على محيطه الخارجي، مؤكداً حرص البعثة الدبلوماسية على مرافقة هذا النوع من المبادرات الهادفة، وخلق جسور تواصل مع الهياكل المحلية الفرنسية لتعزيز فرص الدعم والتأطير.
من جهته، عبّر السيد فوزي شعباني عن استعداد الاتحاد لتطوير برامج مشتركة، ترتكز على تبادل الخبرات، وتنظيم دورات تكوينية لفائدة الإطارات العاملة في هذا المجال، إلى جانب التطلع نحو إحداث فضاءات دعم نفسي وتربوي لفائدة القاصرين ذهنياً من أبناء الجالية.
ويأتي هذا اللقاء ليكرّس الرؤية الجديدة للدبلوماسية التونسية، التي باتت تنفتح أكثر فأكثر على الفاعلين في المجتمع المدني، وتدفع في اتجاه شراكات ثلاثية تجمع بين الدولة، والجمعيات، والهياكل المحلية الفرنسية، في سبيل تقديم خدمات ذات جودة عالية للمواطنين، وخاصة منهم الفئات التي تحتاج إلى رعاية خاصة.
ومع مواصلة التشاور والتنسيق، تظل الآمال معلّقة على هذه الشراكة المنتظرة بين الاتحاد وبلدية مرسيليا، لما يمكن أن تحققه من أثر ملموس في حياة القاصرين ذهنياً وأسرهم، وتجعل من التضامن ركيزة حقيقية في علاقات التعاون بين تونس وفرنسا