خبير دولي يحذّر من انهيار أسعار زيت الزيتون ويقترح تدخّلًا وطنيًا عاجلًا لإنقاذ الموسم

جيلاني فيتوري

حذّر الخبير الدولي في اقتصاد الأسواق والتحوّل الرقمي رؤوف شوكات من خطورة الانهيار غير المسبوق الذي تشهده أسعار زيت الزيتون في تونس، معتبرًا أن ما يحدث يهدّد أحد أعمدة الاقتصاد الوطني ورمزًا من رموز السيادة الغذائية، وينذر بتداعيات اجتماعية واقتصادية تمسّ أكثر من 300 ألف عائلة تونسية تعتمد بشكل مباشر أو غير مباشر على هذا القطاع.

وأوضح شوكات أن الأزمة الحالية لا تقتصر على خسائر الفلاحين والمنتجين فحسب، بل تمسّ كذلك صورة زيت الزيتون التونسي في الأسواق العالمية، وتضعف القدرة التنافسية للمنتج الوطني، في وقت تشهد فيه السوق العالمية اضطرابات حادة واستغلالًا غير متوازن لفائض الإنتاج.

مقترح وطني عاجل: تدخّل فوري ثم إصلاح هيكلي

وفي هذا السياق، دعا الخبير الدولي إلى اعتماد تدخّل مالي سيادي عاجل، من خلال ضخّ مخصصات فورية من خزينة الدولة لإعادة التوازن إلى السوق، وذلك عبر الشروع في شراء كميات استراتيجية تفوق 200 ألف طن من زيت الزيتون، مع إقرار سعر مرجعي أدنى للتسويق الخارجي يحفظ القيمة الحقيقية للمنتج التونسي.

وأكد شوكات أن هذا التدخّل من شأنه أن يكسر مناخ الذعر السائد في السوق، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة ومعطيات السوق تثبت أن الأسعار يمكن أن تبدأ في التعافي في أقل من 24 ساعة من انطلاق عملية الشراء والتخزين، مع إمكانية تحقيق ارتفاع يتراوح بين 40 و50 بالمائة في فترة وجيزة.

وأضاف أن هذا التمشي قد يمكّن الدولة من تحقيق عائدات هامة قد تتجاوز 500 مليون دولار، بفضل تحسن مداخيل التصدير وإعادة تسويق المخزون في التوقيت الأمثل.

OleaTrade: بورصة رقمية وطنية لزيت الزيتون

وبالتوازي مع الحل العاجل، كشف الخبير الدولي عن قرب إطلاق منصة OleaTrade، كأول بورصة رقمية وطنية لزيت الزيتون، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتعتمد آليات شفافة للمزادات والمناقصات، بما يضمن إرساء مرجعية سعرية وطنية مستقرة ويمنع تكرار الأزمات الظرفية.

وأوضح أن هذه المنصة من شأنها إعادة هيكلة القطاع على أسس عصرية ومستدامة، وتعزيز موقع تونس كفاعل منظّم ومؤثّر في السوق العالمية لزيت الزيتون.

خبرة دولية في خدمة القطاع

ويستند هذا المقترح، وفق شوكات، إلى خبرة دولية واسعة، حيث أشرف خلال السنوات الأخيرة على تنظيم أربع من كبرى المسابقات الدولية لزيت الزيتون عبر قارات مختلفة، بمشاركة خبراء ومنتجين ومؤسسات من أبرز الدول المنتِجة والمستهلكة، إلى جانب التحضير لإطلاق كأس العالم لزيت الزيتون كحدث دولي غير مسبوق.

وأكد شوكات استعداده لتحمّل هذه المسؤولية الوطنية دون أي مقابل مادي، دعمًا لقطاع استراتيجي وحفاظًا على مورد رزق مئات الآلاف من العائلات التونسية، ومساهمةً في تثبيت مكانة تونس ضمن الدول المؤثرة في سوق زيت الزيتون العالمي.

دعوة إلى تحرّك عاجل

وختم الخبير الدولي تصريحه بالتأكيد على ضرورة التحرّك العاجل لإنقاذ الموسم الحالي، معتبرًا أن الأزمة الراهنة يمكن أن تتحوّل إلى فرصة اقتصادية حقيقية للدولة إذا ما تمّ التعامل معها بقرارات جريئة وسريعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى