
حوار : جيلاني فيتوري
سيد حلمي، حدثنا عن بداياتك في الميدان السياحي قبل الهجرة إلى فرنسا؟
انطلقت مسيرتي في قطاع السياحة منذ سنوات الشباب، حيث عملت في عدة مدن سياحية تونسية مثل جربة، سوسة، الحمامات، كما خضت تجارب خارج تونس في دول مختلفة. خلال تلك الفترة، اكتسبت خبرة كبيرة في السياحة والضيافة، وتعلمت كيف أتعامل مع مختلف الثقافات، وهو ما ساعدني لاحقًا في مشواري بفرنسا.
كيف كانت تجربة الهجرة إلى فرنسا؟ وهل كانت الأمور سهلة في البداية؟
الهجرة كانت قرارًا صعبًا، لكني كنت مصممًا على النجاح. عندما وصلت إلى باريس في 2013، لم أجد الفرصة للعمل في السياحة مباشرةً، لذلك غيرت اختصاصي مؤقتًا واشتغلت كسائق شاحنة، ثم كسائق تاكسي. كانت البداية صعبة جدًا، لكنني لم أفقد الأمل، بل استغللت هذه الفترة لفهم السوق الفرنسي واكتشاف الفرص المناسبة.

كيف جاءت فكرة العودة إلى قطاع السياحة من خلال المطاعم؟
كنت دائمًا شغوفًا بالسياحة والمطبخ التونسي، وخلال عملي كسائق، لاحظت أن هناك طلبًا كبيرًا على الأكل التونسي الأصيل في باريس، خاصة من الجالية التونسية والعربية. قررت أن أخوض المغامرة وأفتح مطعمًا تونسيًا يحمل روح المطبخ التقليدي، وبهذا وُلد مطعم “دار جربة”. كان التحدي كبيرًا، لكنني اعتمدت على خبرتي السابقة وحرصي على تقديم أطباق تونسية أصلية بجودة عالية.
كيف استقبلت الجالية التونسية مطعمك؟
جبصراحة، كان التفاعل رائعًا جدًا. التونسيون في باريس وجدوا في “دار جربة” مكانًا يعيد لهم ذكريات الوطن. المطعم أصبح ملتقى للعائلات التونسية والعربية، حيث يجدون فيه الأكلات الأصيلة والنكهة الحقيقية لبلدهم. علاقتي بالجالية التونسية مميزة جدًا، وأنا فخور بأن جميع العاملين معي هم تونسيون، وهذا يساعد في خلق أجواء عائلية داخل المطعم.




بعد نجاح المطعم الأول، قررت التوسع، كيف جاءت هذه الخطوة؟
النجاح الذي حققه “دار جربة” دفعني للتفكير في التوسع، فوجدت فضاءً مناسبًا بجانب المطعم، وقررت أن أفتتح مطعمًا ثانيًا ليكون امتدادًا للمشروع الأول. كان هدفي تقديم تجربة أفضل واستيعاب عدد أكبر من الزبائن، خاصة مع تزايد الإقبال.
ما هي الصعوبات التي واجهتك في ريادة الأعمال بفرنسا؟
أكبر تحدٍّ كان فهم القوانين والإجراءات الإدارية في فرنسا، خاصة فيما يتعلق بقطاع المطاعم. كما أن المنافسة في باريس قوية جدًا، لذلك كان عليّ أن أتميز بالجودة والخدمة الممتازة. لكن الإصرار والعمل الجاد هما مفتاح النجاح في أي بلد.

ما نصيحتك للشباب التونسي الراغب في الهجرة؟
أنصحهم بالهجرة المنظمة والقانونية، والأهم أن يكون بحوزتهم شهادة أو ديبلوم، لأن ذلك يفتح لهم فرصًا أفضل. فرنسا بلد الفرص، لكن النجاح يحتاج إلى صبر واجتهاد. لا تخجلوا من البدايات الصعبة، فكل تجربة تضيف إلى رصيدكم وتؤهلكم لما هو أفضل.
نعلم أنك من عشاق الترجي الجرجيسي، كيف تصف علاقتك بهذا الفريق ودعمك المستمر له؟
الترجي الجرجيسي ليس مجرد فريق كرة قدم بالنسبة لي، بل هو جزء من هويتي وانتمائي لمدينتي جرجيس. منذ صغري، كنت من مشجعي الفريق، ولم تتغير هذه العلاقة رغم الغربة. أحرص دائمًا على متابعة مبارياته ودعمه بكل الطرق الممكنة، سواء معنويًا أو ماديًا. الرياضة تلعب دورًا كبيرًا في لمّ شمل أبناء الجهة، وأنا أفتخر بكوني جزءًا من هذه العائلة. الترجي الجرجيسي يستحق كل الدعم، وأتمنى أن يحقق المزيد من النجاحات ويعود إلى مكانه الطبيعي بين كبار الكرة التونسية.

أخيرًا، كيف تصف علاقتك بتونس رغم سنوات الغربة؟
علاقتي بتونس لا يمكن أن تنقطع أبدًا. أنا مرتبط بها بكل تفاصيلها، وأحاول دائمًا أن أكون سفيرًا لها من خلال مطعمي، الذي لا يقدم فقط الأكل التونسي، بل يروي قصة تونس الجميلة لكل زبائنه. تونس في القلب، وأتمنى أن أعود يومًا وأساهم في تطوير قطاع السياحة فيها.
شكراً لك سيد حلمي، ونتمنى لك المزيد من النجاح!
شكراً لكم، وأتمنى أن يكون هذا الحوار مصدر إلهام للشباب.