
في أجواء يملؤها الفخر والانتماء، تستعدّ جاليتنا التونسية المقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية لموعد رياضي حاسم، حيث يخوض ممثل كرة القدم التونسية، الترجي الرياضي، مباراة مهمة يوم الثلاثاء المقبل في مدينة فيلادلفيا. لحظة منتظرة بكل الشغف والعاطفة، ولكنها أيضًا لحظة تستدعي المسؤولية والانضباط.
وقد عبّرت سفارة الجمهورية التونسية بواشنطن عن دعمها الكامل لهذا الحدث، مُوجّهةً نداءً ودّيًا لمشجعي الترجي بضرورة احترام القوانين المحلية داخل وخارج الملعب. رسالة تذكير تحمل في طيّاتها وعيًا جماعيًا بأن صورة تونس تُصنع من سلوك كل فرد منا، وأن التشجيع الحضاري هو أجمل رسالة يمكن أن نُقدّمها للعالم.
إنّ حماس الجمهور التونسي هو وقود الفرق الوطنية، لكننا نُدرك أيضًا أن الحماس يجب أن يُترجم في إطاره السليم، بعيدًا عن الشماريخ أو المظاهر التي قد تُعرّض أبناء جاليتنا لعواقب قانونية هم في غنى عنها. فالأمن والتنظيم واحترام التراتيب المحلية ليسوا مجرد واجبات قانونية، بل هم أيضًا واجب وطني وأخلاقي.
إنّ كل تونسي، سواء كان داخل الوطن أو خارجه، هو سفير لقيمنا وحضارتنا. ومثلما نطمح لأن ينتصر الترجي فوق الميدان، فإننا نُراهن أيضًا على أن تنتصر الروح الرياضية والانضباط خارج المستطيل الأخضر.
فلنُثبت للعالم مرة أخرى أن تونس لا تُشجّع فقط بفخر، بل تُشرّف أيضًا بأخلاق جمهورها. لنُحوّل هذه المباراة إلى عيد رياضي تلتقي فيه الأعلام والقلوب، وتعلو فيه الهتافات بحبّ تونس، لا بخرق قوانينها.
شكرًا لكل من اختار أن يكون جزءًا من الصورة المشرّفة لوطننا، ولكل من جعل من حماسه رسالة سلام وتآزر.
#تونس_تجمعنا ❤️🇹🇳❤️
يسري تليلي
كاتب صحفي ومهتم بالشأن الثقافي والاجتماعي للجالية التونسية بالخارج